
تشير أحدث إحصاءات البنك المركزي الإيراني إلى أن نمو الناتج المحلي الإجمالي في البلاد خلال النصف الأول من العام الجاري عاد مجدداً إلى النطاق السلبي، حيث سُجّل النمو الاقتصادي مع احتساب النفط عند سالب 0.6 في المئة، ومن دون النفط عند سالب 0.8 في المئة.
ووفقا لأحدث البيانات الرسمية الصادرة عن المركزي الإيراني والتي أوردتها وكالة تسنيم للأنباء، بشأن نمو الناتج المحلي الإجمالي بالأسعار الثابتة لعام 2021، فإن الاقتصاد الإيراني واجه خلال النصف الأول من عام 2025 انخفاضاً جديداً في مستوى النشاطات الاقتصادية.
وقدّر نمو الناتج المحلي الإجمالي مع احتساب النفط خلال النصف الأول من العام بنحو سالب 0.6 في المئة، فيما بلغ النمو الاقتصادي من دون النفط سالب 0.8 في المئة، وهي أرقام تعكس استمرار ضعف الطلب الفعلي، وتراجع الاستثمار، وتفاقم حالة عدم اليقين في القطاعات الحقيقية للاقتصاد.
تراجع ملحوظ في الزراعة والصناعة
وعلى مستوى المجموعات الاقتصادية الرئيسية، سجّل قطاع الزراعة الإيراني أداءً أضعف من متوسط الاقتصاد، بعد تسجيله نمواً سلبياً بنسبة 2.9 في المئة، وهو ما قد يكون متأثراً بعوامل مناخية، وتراجع الإنتاجية، والقيود المفروضة على توفير المدخلات.
كما سجّلت مجموعة الصناعات والمعادن، التي تُعد محركاً أساسياً للنمو الاقتصادي الإيراني، نمواً سلبياً بنسبة 3.4 في المئة خلال هذه الفترة، ما يدل على استمرار الركود في القطاع الصناعي، إلى جانب قيود الطاقة، وتراجع الاستثمارات، وارتفاع ضغوط التكاليف.
وفي المقابل، تمكّن قطاع النفط، على الرغم من التقلبات، من تسجيل نمو إيجابي بنسبة 1.1 في المئة خلال النصف الأول من العام، وهو نمو وإن كان إيجابياً، إلا أنه لم ينجح في تعويض الأثر السلبي لبقية القطاعات.
ركود عميق في قطاع البناء
ويُعدّ أداء قطاع البناء من أكثر الجوانب المثيرة للقلق في تقرير المركزي الإيراني، إذ يُنظر إليه بوصفه محركاً رئيسياً للتشغيل وداعماً لعدد كبير من الصناعات المرتبطة به. ووفقاً لبيانات البنك المركزي، بلغ النمو في قطاع البناء خلال النصف الأول من العام سالب 12.9 في المئة، ما يعكس حالة ركود عميقة وغير مسبوقة في هذا القطاع.
ويرى خبراء أن الانخفاض الحاد في نشاط البناء والتشييد يعود إلى مزيج من تراجع القدرة الشرائية، وارتفاع تكاليف مدخلات البناء، وارتفاع معدلات التمويل، إلى جانب عدم اليقين حيال آفاق الاقتصاد، وهي عوامل قد تستمر في التأثير سلباً على النمو الاقتصادي خلال الفترات المقبلة.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام