
أكد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، اليوم الجمعة، أن الشراكة بين الهند وروسيا خلال السنوات الـ25 الماضية أصبحت أكثر متانة رغم التوترات الدولية، مشيراً إلى أن الرئيس فلاديمير بوتين، عزز هذه العلاقات بفضل "حكمته وخبرته"، وأنه ممتن له على "صداقته وعمله المتفاني".
وقال مودي، في تصريحات على هامش اجتماعات عقدها، اليوم، مع الرئيس بوتين الذي وصل نيودلهي أمس، إن الجانبين ناقشا جميع القطاعات ومسارات التعاون بهدف تقوية العلاقات الثنائية والارتقاء بها، معلناً الاتفاق على تنفيذ برنامج التعاون الاقتصادي حتى عام 2030 بما يسهم في تنويع الاقتصادين وتعزيز الاستقرار ووضع أساس جديد للشراكة.
وأضاف مودي أن تعزيز الاتصالات بين البلدين يمثل أولوية للهند، وأنهما سيعملان على مناقشة جميع قضايا ممر الشمال–الجنوب، إضافة إلى التعاون في القطب الشمالي بما يوفر فرص عمل للشباب الهندي. وأشار إلى أن التعاون يشمل الطاقة السلمية والموارد الطبيعية والمعادن، مؤكداً أنه تعاون "مثمر وذو منفعة متبادلة".
وبين مودي أن الهند حسّنت مستوى العلاقات مع روسيا خلال العقد الماضي، وافتتحت قنصليتين جديدتين، فيما يشهد أكتوبر تدفق مئات الآلاف من الحجاج البوذيين، معلناً فتح تأشيرات لمدة 30 يوماً لتعزيز التواصل بين الشعبين. وفي الملف الأوكراني أكد دعم الهند للسلام المستدام وجميع المبادرات المطروحة، مشيراً كذلك إلى دعم متبادل بين البلدين في مكافحة الإرهاب والتنسيق داخل الأمم المتحدة ومنظمة شنغهاي للتعاون ومجموعة بريكس.
من جانبه، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن موسكو تحافظ على اتصالات مباشرة مع مودي في إطار منظمة شنغهاي للتعاون، لبحث تنفيذ المشاريع المحورية.
وأوضح أن وفدي البلدين استعرضا مجموعة واسعة من ملفات التعاون وتبادلا الآراء بشأن القضايا الإقليمية والدولية.
وكشف بوتين عن تحديد أولويات للتعاون الثنائي حتى عام 2030، مشيراً إلى أن مودي قدم قائمة قضايا تحتاج دراسة معمقة من الجانب الروسي، مؤكداً العمل على تعميق التعاون ضمن الاقتصاد الأوراسي وإنجاز الاتفاقيات المرتبطة به. كما أعلن أن حجم التسويات بالعملات الوطنية بين البلدين بلغ 96%.
وأكد بوتين أن روسيا توفر الوقود للاقتصاد الهندي وتعد شريكاً موثوقاً في مجال الطاقة، مشيراً إلى تشغيل وحدتين من محطة الطاقة النووية المؤلفة من ست وحدات، واستمرار إنشاء أربع وحدات إضافية لاستخدام الطاقة النظيفة في قطاعات الطب والزراعة وغيرها.
وأشار بوتين إلى العمل على تطوير ممر شمال–جنوب من روسيا وبيلاروس حتى المحيط الهندي، إلى جانب الممر الأساسي في القطب الشمالي، فضلاً عن تنفيذ مشاريع مشتركة في الهندسة الميكانيكية والتكنولوجيا الرقمية. وأعلن أيضاً الاتفاق على إنشاء مصنع لإنتاج الأدوية المضادة للسرطان في منطقة كالوغا الروسية باستخدام التقنية الهندية.
وأضاف بوتين أن الجانبين يولون اهتماماً كبيراً للروابط الثقافية والتاريخية، وتعزيز التواصل على مستوى الشباب، مع مناقشة المهرجانات المتبادلة، لافتاً إلى أن منصة "RT India" التي تم تدشينها ستسهم في توفير "معلومات موضوعية وموثوقة".
وأكد بوتين، أنه يتبع سياسة مستقلة في إطار منصات "بريكس" و"شنغهاي" ويسعى لعالم متعدد الأقطاب للحفاظ على هوية الدول واحترام سيادتها والتوازن في مصالح كل اللاعبين الدوليين، مؤكدا عزمه العمل بقوة لدعم الزملاء في الهند لرئاسة مجموعة "بريكس" العام المقبل.
وتتواصل اليوم الجمعة 5 ديسمبر/ كانون الأول زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الرسمية إلى الهند في العاصمة دلهي.
ويرافق بوتين وفد رسمي ضم وزراء الدفاع والداخلية والمالية والصحة وعددًا من المسؤولين.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام