
في تحول غير متوقع في سباق التكنولوجيا العالمي، أصبح التركيز لا ينصب على سرعة الشرائح الإلكترونية، بل على القدرة الكهربائية لتشغيل مراكز البيانات الضخمة.
تقرير حديث لصحيفة فايننشال تايمز يكشف أن الاستثمار في الذكاء الاصطناعي أصبح اليوم مرتبطا بمصادر الطاقة أكثر من الرقائق نفسها، مما يفتح الباب أمام الصين لتحقيق أفضلية استراتيجية على منافسيها.
وأصبح السباق الحقيقي اليوم حول من يملك الطاقة لتشغيل هذه النماذج العملاقة، وليس من يصنع أسرع شريحة.
ومع تضاعف عدد مراكز البيانات حول العالم لتلبية الطلب المتزايد على الذكاء الاصطناعي، يُتوقع أن يصل استهلاك الكهرباء العالمي إلى 1800 تيراواط/ساعة بحلول 2040، أي طاقة تكفي لتغذية 150 مليون منزل أميركي.
هنا تتضح أفضلية الصين، حيث أضافت في عام 2024 وحده 356 غيغاواط من الطاقة المتجددة، متجاوزة بكثير إجمالي ما أضافته الولايات المتحدة. بينما تواجه الأخيرة ارتفاعًا غير مسبوق في تكلفة الكهرباء قرب مراكز البيانات بنسبة 267% خلال خمس سنوات، كما انخفض الاستثمار في مشاريع الطاقة المتجددة الكبرى بعد قرار إدارة ترمب بوقف دعم الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
وهذا ليس بالجديد على التاريخ. كل قوة تكنولوجية عظيمة اعتمدت على مصدر طاقة رخيص ومتوافر؛ بريطانيا اعتمدت على الفحم خلال الثورة الصناعية، والولايات المتحدة اعتمدت على النفط والطاقة الكهرومائية في القرن العشرين، أما اليوم فالذكاء الاصطناعي يسير على النهج نفسه؛ القوة لمن يملك الطاقة.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام