لماذا تهيمن "إنفيديا" على عالم الرقائق بـ5 تريليونات دولار؟

الاقتصاد نيوز — متابعة

تواصل شركة إنفيديا (Nvidia) تعزيز هيمنتها في عالم التكنولوجيا، لتصبح واحدة من أعظم قصص النجاح في التاريخ الحديث، بعد أن تخطت قيمتها السوقية حاجز 5 تريليونات دولار، متفوقة على جميع منافسيها في قطاع أشباه الموصلات، ومحققة أرباحاً تفوق مبيعاتهم مجتمعين.

لكن السؤال الذي يشغل الأسواق اليوم: هل تستطيع "إنفيديا" الحفاظ على هذه السيطرة لسنوات مقبلة؟.

السر في رقائق "هوبر" و"بلاكويل" الخارقة

وفقاً لتقرير نشرته "بلومبرغ"، فإن التفوق التقني لشركة إنفيديا يعود إلى رقائقها الثورية Hopper وBlackwell، المصممتين لتشغيل أقوى نماذج الذكاء الاصطناعي في العالم.

وتُعد شريحة Blackwell أحدث ما أنتجته الشركة، إذ تقدم أداءً أعلى بـ 2.5 مرة من الجيل السابق "هوبر"، وتحوّل الحواسيب التقليدية إلى وحدات معالجة فائقة القوة، قادرة على تنفيذ عمليات التدريب والاستدلال (Inference) بسرعة وكفاءة غير مسبوقتين.

هيمنة مطلقة على مراكز بيانات العالم

تسيطر "إنفيديا" اليوم على نحو 90% من سوق رقائق مراكز البيانات، وهو القلب النابض للبنية التحتية للذكاء الاصطناعي.

أما منافسوها مثل AMD وIntel فما زالوا يحاولون اللحاق بالركب؛ فشركة AMD تراهن على شريحتها MI450، بينما لم تقدّم "Intel" حتى الآن منتجاً قادراً على مجاراة تقنيات "إنفيديا".

لكن تفوق الشركة لا يقتصر على العتاد الصلب فقط؛ إذ إنها تبيع أنظمة متكاملة، وحلولاً جاهزة للنشر الفوري، وبرمجيات متقدمة تشكل منظومة متكاملة يصعب منافستها.

طلب غير مسبوق وتوقعات خرافية

ورغم الانتقادات التي تقول إن السوق "مبالغ في تقييمه"، تؤكد "إنفيديا" أن الطلب على رقائقها يفوق قدرتها على التوريد.

وتتوقع الشركة أن تحقق عائدات تصل إلى 500 مليار دولار من قطاع مراكز البيانات خلال خمسة أرباع فقط، مدفوعة باستثمارات ضخمة من عمالقة التكنولوجيا مثل "مايكروسوفت"، و"أمازون"، و"ميتا"، و"غوغل"، الذين يضخّون مئات المليارات لتقوية بنية الذكاء الاصطناعي.

التهديد الأكبر

ورغم أن المنافسين يبدون بعيدين عن تهديد عرش "إنفيديا"، إلا أن الخطر الحقيقي يأتي من الجغرافيا السياسية.

فقد فرضت الولايات المتحدة حظراً على تصدير شرائح H20 إلى الصين، ما كبد "إنفيديا" خسائر تُقدّر بنحو 5.5 مليار دولار. وردّت بكين بمنع شركاتها من استخدام منتجات "إنفيديا"، في خطوة تهدد توسع الشركة في أحد أكبر أسواقها.

ويبقى السؤال الأهم: هل ستواصل "إنفيديا" قيادة ثورة الذكاء الاصطناعي لعقدٍ آخر؟، أم أن السياسة ستسحب البساط من تحت أقدام الشركة الأكثر قيمة في العالم؟.


ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام


مشاهدات 110
أضيف 2025/11/08 - 9:49 AM