تراجعت الأسهم الأميركية بينما سجلت الأسواق الأوروبية مكاسب، وانخفضت أسعار النفط بشكل طفيف يوم الثلاثاء، في ظل تقييم المستثمرين لمحادثات جرت في البيت الأبيض بشأن الحرب في أوكرانيا، واستعدادهم لاجتماع مهم لمحافظي البنوك المركزية.
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه يأمل أن يتخذ نظيره الروسي فلاديمير بوتين خطوات نحو إنهاء الحرب، لكنه أقرّ بإمكانية عدم رغبة الكرملين في التوصل إلى اتفاق.
وكان ترامب قد طمأن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يوم الاثنين بأن الولايات المتحدة ستدعم ضمان أمن أوكرانيا في أي اتفاق سلام، رغم أن تفاصيل هذا الدعم لا تزال غير واضحة.
أدى تراجع أسهم شركة إنفيديا وعدد من عمالقة الذكاء الاصطناعي إلى انخفاض مؤشر S&P 500 بنسبة 0.7% وناسداك بنسبة 1.5%، بينما خسر مؤشر داو جونز 0.1% بعد أن لامس مؤقتاً مستوى قياسياً.
في المقابل، ارتفع المؤشر الأوروبي الشامل STOXX 600 بنسبة 0.7%، متفوقاً على الأسواق الآسيوية التي سجلت انخفاضات طفيفة. لكن المكاسب الأوروبية جاءت محدودة بسبب انخفاض أسهم شركات الدفاع، حيث هبط مؤشر الدفاع والطيران الأوروبي بنسبة 2.6%، مع قيام المستثمرين بجني الأرباح عقب موجة ارتفاع قوية في القطاع.
كذلك، يقيّم المستثمرون في أسواق الطاقة احتمالية إنهاء الحرب، إذ انخفضت أسعار النفط مع تزايد التوقعات بإمكانية رفع العقوبات عن النفط الروسي، مما قد يزيد من المعروض العالمي.
لكن حركة الأسعار بقيت محدودة، إذ يرى بعض المحللين أن هذه التطورات قد لا تُحدث تغيرات جوهرية في سوق النفط والغاز. وقد تراجعت عقود خام برنت بـ57 سنتاً إلى 66.06 دولار للبرميل، فيما خسر الخام الأمريكي 77 سنتاً إلى 62.65 دولار.
الأنظار تتجه نحو الاحتياطي الفيدرالي
أما الحدث الأبرز المنتظر هذا الأسبوع، فهو انعقاد منتدى جاكسون هول الذي ينظمه الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في الفترة من 21 إلى 23 أغسطس، حيث سيلقي الرئيس جيروم باول خطاباً بشأن التوقعات الاقتصادية والسياسة النقدية.
ومن المتوقع أن تحظى كلمته بمتابعة دقيقة، خاصة في ظل استمرار التضخم وظهور مؤشرات على تباطؤ النمو الاقتصادي. وتتوقع الأسواق حالياً خفضين على الأقل في أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس هذا العام، في إشارة إلى أن الفيدرالي لا يرى التضخم خطراً طويل الأمد.
ويواصل ترامب الضغط على الفيدرالي من أجل خفض قوي للفائدة، بل ألمح علناً إلى احتمال إقالة باول قبل نهاية ولايته العام المقبل.
وكانت العوائد طويلة الأجل قد ارتفعت عالمياً خلال الأشهر الماضية، حيث سجلت السندات الألمانية والبريطانية لأجل 30 عاماً أعلى مستوياتها منذ عقود، لا سيما مع صعود قوي في عوائد السندات البريطانية خلال جلسة الاثنين.
أما يوم الثلاثاء، فشهدت الأسواق حالة من الهدوء، إذ تراجعت عوائد السندات الحكومية الأميركية والألمانية والبريطانية على مختلف الآجال، وانخفض العائد على السندات الأميركية لأجل 10 سنوات بمقدار 3 نقاط أساس إلى 4.31%.
وفي سوق العملات، تراجع الدولار قليلاً مقابل معظم العملات الأخرى، فيما ارتفع اليورو بنسبة 0.1% إلى 1.1672 دولار.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام