رسوم ترامب تلقي بظلالها على اجتماع مجموعة العشرين في جنوب إفريقيا
الاقتصاد نيوز - متابعة
حثّت جنوب إفريقيا دول مجموعة العشرين على إظهار قيادة عالمية وتعاونية لمواجهة التحديات، بما في ذلك تزايد الحواجز التجارية، وذلك خلال اجتماع وزراء مالية المجموعة يوم الخميس في ظل تهديدات الرئيس دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية.
وعلى مدى سنوات، عانت مجموعة العشرين، التي برزت كمنتدى للتعاون لمواجهة الأزمة المالية العالمية عام 2008، من خلافات بين الأطراف الرئيسية، تفاقمت بسبب حرب روسيا في أوكرانيا والعقوبات الغربية على موسكو.
وسعت جنوب إفريقيا، الدولة المضيفة، تحت شعار رئاستها «التضامن والمساواة والاستدامة»، إلى تعزيز أجندة إفريقية، تتناول مواضيع تشمل ارتفاع تكلفة رأس المال وتمويل إجراءات مكافحة تغير المناخ.
وفي كلمته الافتتاحية، قال وزير مالية جنوب إفريقيا، إينوك غودونغوانا، إن على مجموعة العشرين توفير قيادة عالمية استراتيجية وتعاون وعمل في مواجهة التحديات المعقدة.
وقال «لدينا دور حاسم في تنشيط وتعزيز التعددية من خلال تعزيز الحوار الشامل، وتعزيز التعاون القائم على القواعد، ودفع العمل الجماعي في مواجهة التحديات العالمية التي لا يمكن لأي دولة حلها بمفردها»، لم تكن الحاجة إلى قيادة تعاونية جريئة أشد من أي وقت مضى.
مع ذلك، لا تزال التساؤلات قائمة حول قدرة وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية المجتمعين في مدينة ديربان الساحلية على معالجة هذه القضايا وغيرها معاً، تهدف مجموعة العشرين إلى تنسيق السياسات، لكن اتفاقياتها غير ملزمة.
لن يحضر وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت الاجتماع الذي يستمر يومين، وهو ثاني غياب له عن فعاليات مجموعة العشرين في جنوب إفريقيا هذا العام.
كما تغيب بيسنت عن اجتماع كيب تاون في فبراير، حيث تغيب أيضاً العديد من المسؤولين من الصين واليابان وكندا، على الرغم من أن واشنطن ستتولى الرئاسة الدورية لمجموعة العشرين في نهاية العام.
سيمثل مايكل كابلان، القائم بأعمال وكيل وزارة الخارجية للشؤون الدولية، الولايات المتحدة في الاجتماعات.
قال مندوب من مجموعة العشرين، طلب عدم الكشف عن اسمه، بأن غياب بيسنت لم يكن مثالياً، لكن الولايات المتحدة كانت منخرطة في مناقشات حول التجارة والاقتصاد العالمي واللغة المتعلقة بالمناخ، ومن المقرر أيضاً غياب وزراء مالية الهند وفرنسا وروسيا عن اجتماع ديربان.
قال محافظ البنك المركزي لجنوب إفريقيا، ليسيتيا كغانياغو: «إن التمثيل هو الأهم، المهم هو: هل هناك شخص مفوض يجلس خلف العلم؟ وهل جميع الدول ممثلة بشخص يجلس خلف العلم؟».
لم يُدلِ المسؤولون الأميركيون بتصريحات علنية تُذكر حول خططهم للرئاسة العام المقبل، لكن مصدراً مطلعاً قال إن واشنطن ستُقلل عدد مجموعات العمل غير المالية وتُبسّط جدول أعمال القمة.
ظل التعريفات الجمركية
مزّقت سياسات ترامب المتعلقة بالتعريفات الجمركية قواعد التجارة العالمية وألقت بظلالها على التوقعات الاقتصادية، مع فرض رسوم جمركية أساسية بنسبة 10 بالمئة على جميع الواردات الأميركية، ومعدلات مستهدفة تصل إلى 50 بالمئة على الصلب والألومنيوم، و25 بالمئة على السيارات، ورسوم محتملة على الأدوية، من المقرر أن تدخل رسوم جمركية إضافية على أكثر من 20 دولة حيز التنفيذ في الأول من أغسطس آب.
أثار تهديده بفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 10 بالمئة على دول مجموعة البريكس -ثمانية منها أعضاء في مجموعة العشرين- مخاوف من تفكك المنتديات العالمية.
صرح رئيس البنك المركزي الألماني بأن توقعات البنك المركزي بنمو 0.7 بالمئة في أكبر اقتصاد أوروبي العام المقبل، والتي هدد بها ترامب، قد تتلاشى إذا طُبقت رسوم جمركية بنسبة 30 بالمئة.
وقال يواكيم ناجل لرويترز في ديربان: «إذا طُبقت الرسوم الجمركية في أغسطس، فلا يمكن استبعاد حدوث ركود في ألمانيا عام 2025».
أثارت هجمات ترامب على رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي جيروم باول قلقاً أيضاً، إذ حذر ناجل من التدخل في استقلالية البنوك المركزية.
على صعيد جدول الأعمال الأوسع، قال دنكان بيترس، المدير العام لوزارة الخزانة في جنوب إفريقيا، إن مجموعة العشرين تأمل في إصدار أول بيان ختامي لها تحت رئاسة جنوب إفريقيا للمجموعة بنهاية الاجتماعات.
يُذكر أن آخر بيان ختامي لمجموعة العشرين كان قبل عام.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام
مشاهدات 88
أضيف 2025/07/17 - 5:45 PM
آخر الأخـبـار
×