في اليوم الأخير من المهلة المحددة لمغادرة المهاجرين الأفغان الأراضي الإيرانية، أعلنت الأمم المتحدة عن نشوء “حالة طارئة” في المناطق الحدودية بين البلدين بسبب تدفق آلاف الأشخاص.
وقد شدد المسؤولون القضائيون والأمنيون في إيران، خلال الأيام الأخيرة، في أعقاب الهجمات الإسرائيلية على الأراضي الإيرانية، على ضرورة ترحيل المهاجرين الذين لا يحملون وثائق إقامة قانونية، ولا سيما الأفغان.
وفي هذا السياق، ارتفع بشكل حاد عدد الأفغان المرحّلين من إيران خلال الأسابيع الماضية، بسبب إعلان طهران مهلة تنتهي يوم الأحد 6 يوليو، لمغادرة جميع الأفراد الذين لا يمتلكون وثائق قانونية.
وقالت وكالة الهجرة التابعة للأمم المتحدة إن اقتراب موعد انتهاء المهلة دفع آلاف المهاجرين الأفغان إلى التوجه من مدن مختلفة في إيران نحو المناطق الحدودية، ما تسبب في حدوث وضع طارئ على الحدود.
وبحسب الوكالة، فقد عاد 250 ألف أفغاني إلى بلادهم خلال الشهر الماضي وحده.
يُذكر أن باكستان، قبل إيران، كانت قد أجبرت أعدادًا كبيرة من الأفغان أيضًا على العودة إلى بلادهم، ما فاقم من سوء الوضع الإنساني هناك.
وفي يوم الأحد، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن تاج الدين أويوالا، ممثل منظمة اليونيسف في أفغانستان، قوله إن البلاد كانت تواجه أصلًا “أزمة حادة في عودة اللاجئين”، مشيرًا إلى أن 1.4 مليون أفغاني قد عادوا إلى وطنهم من إيران وباكستان منذ بداية العام الجاري.
وأشار أويوالا إلى أن ما يثير القلق في الوقت الراهن هو أن 25٪ من العائدين هم من الأطفال، موضحًا أن الأمر لم يعد يقتصر على عودة الرجال العُزّب فقط، بل إن الضغوط المتزايدة في إيران وباكستان دفعت العائلات بأكملها إلى العودة إلى أفغانستان.
وتعيش أفغانستان حاليًا في عامها الرابع من مسار تعافٍ هشّ بعد عقود من الحرب.
وقد جاء تشديد السلطات القضائية والأمنية في إيران على ترحيل المهاجرين في سياق التطورات الأمنية الأخيرة عقب الهجمات الإسرائيلية.
من جانبه، أعرب وزير الخارجية الأفغاني، أميرخان متقي، خلال لقائه بمسؤولين إيرانيين، عن مخاوف حكومة طالبان، داعيًا إلى “إيجاد آلية تنسيقية من أجل عودة تدريجية للمهاجرين”.
وتواجه حكومة طالبان، التي تعاني من أزمة مالية خانقة، صعوبة في إدارة هذا التدفق الكبير من العائدين. وكانت أفغانستان قد واجهت خلال السنوات الماضية موجات ترحيل لمئات الآلاف من مواطنيها من باكستان أيضًا.
كما أدى التراجع الحاد في المساعدات الدولية إلى وضع منظمات الأمم المتحدة والجهات غير الحكومية أمام تحديات كبيرة، حيث أعلنت المنظمة الدولية للهجرة أنها “تمكنت فقط من تلبية جزء بسيط من احتياجات المحتاجين”.
وتشير التقديرات إلى أن ملايين الأفغان يعيشون في إيران، وكثير منهم لا يحملون تصاريح إقامة رسمية. ويعمل عدد كبير من هؤلاء اللاجئين في وظائف منخفضة الدخل داخل المدن، كالمصانع الصغيرة، وورش البناء، ومحلات البقالة.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام