زادت السعودية سعر بيع خامها الرئيسي للمشترين في آسيا الشهر المقبل مع استمرار الطلب على النفط والوقود. تأتي هذه الخطوة، بعد يوم من اتفاق منتجي أوبك+ على جولة رابعة من زيادات الإنتاج الكبيرة، مما يشير إلى ثقة المملكة في أوضاع السوق.
ترفع شركة "أرامكو" الحكومية المنتجة للنفط، سعر نفطها العربي الخفيف، وهو خامها الرئيسي، بمقدار دولار واحد للبرميل ليصل إلى علاوة قدرها 2.20 دولار للبرميل فوق السعر المرجعي الإقليمي للعملاء الآسيويين، وفقاً لبيان أسعار من الشركة اطلعت عليه "بلومبرغ".
يرى ثلاثة مسؤولين في شركات للتكرير في آسيا أن الزيادة تُعد مفاجئة. كان يُتوقع أن ترفع "أرامكو" سعر الخام العربي الخفيف بمقدار 65 سنتاً للبرميل، وفقاً لاستطلاع رأي شمل تجاراً ومصافي تكرير.
أوبك+ يستفيد من الاستهلاك القوي في الصيف
تقود السعودية تكتل أوبك+، الذي يضم شركاء مثل روسيا، والذي اتفق يوم السبت على زيادة الإنتاج بمقدار 548 ألف برميل يومياً في أغسطس، ويعود ذلك جزئياً إلى الاستفادة من الاستهلاك القوي في الصيف. قد تساهم هذه الزيادة، التي تعتبر أسرع من توقعات التجار والمحللين، في تشكيل فائض في سوق النفط الخام في وقت لاحق من هذا العام، حيث تتوقع شركات وول ستريت مثل "جيه بي مورغان تشيس" و"غولدمان ساكس" انخفاض أسعار النفط إلى ما يقارب 60 دولاراً للبرميل في الربع الأخير.
تضع زيادة إمدادات أوبك+ التحالف على مسار إنهاء تخفيضات الإنتاج الطوعية التي ينفذها ثماني دول أعضاء بحلول سبتمبر، أي قبل عام واحد من الموعد المحدد أصلاً. وكانت الدول قد أعلنت عن زيادات قدرها 411 ألف برميل لكل من أشهر مايو ويونيو ويوليو، أي أسرع بثلاث مرات من المخطط.
ارتفاع أسعار النفط بعد حرب إسرائيل وإيران
ارتفع سعر النفط إلى ما يزيد عن 80 دولاراً للبرميل الشهر الماضي، مع تبادل إسرائيل وابل من الهجمات الصاروخية مع إيران، في واحدة من أكثر تصعيدات الصراع دراماتيكية في الشرق الأوسط خلال السنوات الأخيرة. وكانت الأسواق قد تجاهلت إلى حد كبير التوترات الجيوسياسية السابقة المرتبطة بحرب إسرائيل في غزة والهجمات على حزب الله، إذ لم تُعيق تلك الصراعات تدفق النفط.
في حين أن أي حرب أوسع نطاقاً تشمل إيران قد تُعرّض إنتاج الطاقة والبنية التحتية للتصدير للخطر، انخفض سعر خام برنت إلى ما دون 70 دولاراً للبرميل بعد وقت قصير من إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، والحد من التدخل الأمريكي في الهجمات.
استمر الطلب على النفط الخام ومنتجاته بشكل عام وسط استخدامه خلال فصل الصيف، مع ارتفاع هوامش أرباح المصافي. ومع ذلك، يتوقع التجار أن تشهد السوق تراجعاً في وقت لاحق من هذا العام، مع تراجع الاستهلاك، ومساهمة زيادات أوبك+ في فائض مخزونات النفط الخام. من المقرر أن تعيد منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاؤها إلى السوق 2.2 مليون برميل يوميا إجمالاً هذا العام بمجرد إنهاء التخفيضات الطوعية.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام