يشكو عدد متزايد من مستخدمي تطبيقات التاكسي في العراق، وعلى رأسها تطبيق "كريم"، من قيام السائقين بإلغاء الطلبات المدفوعة إلكترونيًا عبر البطاقات المصرفية، في ظل ما يقول السائقون إنه تأخر أو غياب في تسوية مستحقاتهم المالية من قبل الشركات المشغّلة.
ورغم التحول المتسارع نحو نظام الدفع الإلكتروني في العراق خلال العامين الماضيين، وفرضه بشكل تدريجي من قبل الجهات الحكومية، إلا أن سلوك بعض سائقي تطبيقات النقل لا يزال يتعارض مع هذا التوجه.
وقال أحد المستخدمين لـ"الاقتصاد نيوز"، إن "أغلب السائقين يلغون الطلب إذا كان مدفوعاً بالبطاقة، وهذا مستمر منذ أكثر من شهرين. وقد أبلغت خدمة الزبائن أكثر من مرة دون نتيجة."
وأكد مستخدمون آخرون أن هذه الظاهرة تتسبب بإرباك كبير للزبائن، وتؤثر على مصداقية التطبيق، خاصة في المدن التي تشهد ازدحاماً مرورياً كبيراً، حيث يصعب الحصول على سائق بديل بسرعة.
شكاوى متكررة واستجابة غائبة
ورغم تقديم عدة شكاوى إلى فرق خدمة الزبائن في تطبيقات التاكسي في العراق، إلا أن المشكلة ما تزال قائمة، وفق المستخدمين، دون توضيح رسمي حول آلية معالجة التأخر في تحويل الأموال إلى السائقين أو ضمان حقوقهم عند استخدام الدفع الإلكتروني.
الدفع الإلكتروني يتحوّل إلى إلزامي
ويأتي هذا الجدل في وقت تدفع فيه الدولة بقوة نحو تقليص التعامل النقدي (الكاش)، وتوسيع الاعتماد على المدفوعات الإلكترونية.
إذ بدأت الوزارات والمؤسسات الحكومية بإجراءات إلزامية لتفعيل استخدام البطاقات المصرفية، ضمن خطة شاملة للحد من التهرب الضريبي وتعزيز الشفافية المالية.
ورأى مراقبون أن رفض السائقين للدفع الإلكتروني يخلق فجوة بين السياسات الحكومية من جهة، وسلوك السوق والخدمات من جهة أخرى، داعين شركات التطبيقات إلى مراجعة أنظمتها الداخلية وضمان صرف مستحقات السائقين بسرعة، تجنباً لفقدان الثقة بالخدمة.
