تظهر مراجعة المؤشرات الاقتصادية أن التضخم في إيران خلال العام الجاري يتجه بسرعة مذهلة نحو إضعاف كامل للقدرة الشرائية للعمالة الإيرانية. فالارتفاع الذي تجاوز 100 في المئة في أسعار منتجات الألبان يعد أوضح دليل على هذا الانهيار الاقتصادي. يستند هذا المعدل إلى مقارنة سعر ليتر الحليب كامل الدسم في بداية العام (نحو 30 ألف تومان أو قليلاً أكثر) مع سعره المرتفع البالغ 85,800 تومان (حدود 0.8 دولار) في الأسبوع الثاني من ديسمبر. هذا الارتفاع المفاجئ يُفرض على الأسر العمالية في وقت لم يرتفع الحد الأدنى للأجور سوى بنسبة 45 في المئة.

وبحسب تقارير مركز الإحصاء الإيراني، فإن معدل التضخم السنوي للشريحة الأدنى دخلاً (41.7 في المئة) سُجّل بشكل موثّق أعلى من معدل التضخم للشريحة الأعلى دخلاً (39.5 في المئة). هذا الفارق البالغ 2.2 نقطة مئوية يوضح بجلاء الحجم الكبير للمواد الغذائية في سلة معيشة العمال، مع تضخم نقطي يبلغ 66.2 في المئة للمواد الغذائية عموماً، و100.2 في المئة للخبز والحبوب.

وقد ارتفع سعر عبوة الحليب في إيران خلال 48 ساعة فقط بمقدار 9 آلاف تومان. وفي الوقت نفسه، امتدت الأزمة إلى سلع أساسية أخرى؛ إذ سجّل الخبز والحبوب تضخماً نقطياً بلغ 100.2 في المئة، فيما قفز التضخم في الفواكه والمكسرات إلى 108.3 في المئة، ما أصاب بقية مكونات مائدة العامل.

وتقول وكالة إيلنا العمالية إن الإقصاء القسري لمصادر الكالسيوم من السلة الغذائية الإيرانية يستهدف بشكل مباشر الصحة العامة ورأس المال البشري في إيران.

وتملك إيران 86 مليون نسمة، ومع إنتاج 12.8 مليون طن من الحليب الخام، فإنه حتى لو لم يُصدَّر منه كيلوغرام واحد، من المفترض أن يصل متوسط الاستهلاك إلى 130 كيلوغراماً للفرد، بينما يبلغ المعيار العالمي 180 كيلوغراماً.

ويبلغ متوسط ​​استهلاك الفرد من منتجات الألبان في إيران نحو 70 كيلوغراما، في حين أن المتوسط ​​العالمي الموصى به يبلغ نحو 160 كيلوغراما. ففي عام 2010 كان متوسط الاستهلاك قد بلغ 130 كيلوغراماً، لكن مع الارتفاع الحاد في أسعار الألبان، باتت الشرائح من 1 إلى 5، أي نحو 40 إلى 45 مليون شخص، غير قادرة على شراء منتجات الألبان.

كما كانت الإحصاءات الرسمية لوزارة الصحة الإيرانية في السنوات الماضية قد أفادت بانتشار سوء التغذية بين 800 ألف طفل في سنّ النمو (ما يعادل 15 في المئة من الأطفال في إيران)، وهو ما يعكس تزايد انعدام الأمن الغذائي في الشرائح ذات الدخل المتدني.

ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام