الاقتصاد نيوز - بغداد
كشف الخبير الاقتصادي نبيل المرسومي، اليوم الجمعة، عن علاقة الإمارات العربية المتحدة بحقل خورمور الغازي، والذي جرى استهدافه بمسيرة انتحارية.
وكتب المرسومي في تدوينة تابعتها "الاقتصاد نيوز"، أن "جهود الغرب دخلت لإعادة بناء نفوذه في قلب الشرق الأوسط الجغرافي والجيوسياسي في العراق مرحلة جديدة خلال الأشهر الأخيرة، مع عودة العديد من كبريات شركات النفط والغاز الأمريكية والأوروبية إلى العراق بعد غياب طويل".
وأضاف أن "الهدف الرئيسي هو كسر الرابط الطويل الأمد بين العراق وإيران، حيث يأمل الغرب في إمالة ميزان النفوذ في المنطقة لصالحه وبعيداً عن الصين وروسيا، اللتين تمارسان نفوذاً مشابهاً على إيران كما تفعلان في العراق، وهذا يعني أن يحافظ الغرب على تفوقه على الشرق في السيطرة على أكبر الموارد النفطية والغازية المدمجة في العالم".
ولفت المرسومي إلى أن "الحصول على دعم ضمني من دول المنطقة الأخرى يُعدّ أمراً حاسماً لنجاح هذه الاستراتيجية، وهنا يأتي دور دولة الإمارات العربية المتحدة في المعادلة".
وتابع "خلال الأسابيع القليلة الماضية، أعلنت شركتا دانه غاز وكريسنت بتروليوم ، اللتان تتخذان من الإمارات مقراً لهما، بدء مبيعات الغاز من مشروع توسعة حقل خور مور في إقليم كردستان".
وأشار إلى أن "الشركتين تمتلكان أكبر الحصص في تحالف بيرل بتروليوم بنسبة 35% لكل منهما، فيما تتوزع الحصص المتبقية (30%) على ثلاث شركات أخرى، وقد جاء تمويل مشروع التوسعة بقيمة 1.1 مليار دولار من بنك الشارقة في الإمارات، إلى جانب سندات بيرل بتروليوم بقيمة 350 مليون دولار ومساهمة من مؤسسة التمويل الإنمائي الأمريكية".
وأكد أن "المشروع يستهدف زيادة الإنتاج من 500 مليون قدم مكعب قياسي يومياً إلى 750 مليون قدم مكعب قياسي يومياً بحلول الربع الأول من عام 2026".
وأوضح أن "تعزيز إنتاج إقليم كردستان من الغاز (والنفط) يمثل جزءاً رئيسياً من استراتيجية الغرب لجذب حكومة بغداد نحو تعاون أوسع مع الإقليم، الذي حافظت واشنطن ولندن على علاقات قوية معه منذ عقود، بالإضافة إلى حقل خورمور، يدير التحالف أيضاً حقل شمشمال الغازي في إقليم كردستان".
وبيّن المرسومي أن "شركة أبوظبي الوطنية للنفط (أدنوك) أبدت اهتماماً واضحاً بتطوير مشاريع في الاستكشاف والإنتاج والتكرير والبتروكيماويات داخل العراق، كما وقّعت كريسنت بتروليوم ثلاثة عقود استكشاف وإنتاج لمدة 20 عاماً في: حقلي جيلابات-قمر وخاشم أحمر-إنجانا في محافظة ديالى ، وحقل كتلة خضر الماي في محافظة البصرة".
وخلص المرسومي إلى أن"الغرب يريد على المدى الطويل أن يُنهي إقليم كردستان جميع علاقاته مع الشركات الصينية والروسية والإيرانية، كما أن لأمريكا والكيان المحتل مصلحة استراتيجية إضافية في استخدام الإقليم كقاعدة لعمليات المراقبة والاستخبارات ضد إيران".
واختتم قائلاً: "هذا الأمر يتعارض تماماً مع النوايا الاستراتيجية للصين وروسيا، ولذلك تأتي الهجمات والقصف المتكرر على حقل خورمور ضمن سياق التنافس الصيني-الأمريكي الذي يهدف إلى إعاقة السعي الأمريكي للهيمنة على قطاع الطاقة في العراق تحديداً"
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام