
شهدت أسواق الأسهم العالمية موجة بيع واسعة اليوم الثلاثاء، مع تصاعد القلق بشأن تضخم تقييمات شركات التكنولوجيا وسط ضبابية المشهد الاقتصادي، وذلك قبل إعلان نتائج شركة "إنفيديا" المنتظر صدورها هذا الأسبوع.
افتتح المؤشر الأوروبي Stoxx 600 التداولات في المنطقة السلبية، متأثراً بخسائر أسهم التعدين والبنوك، فيما هبط مؤشر التكنولوجيا الأوروبي بنسبة 1.4% مقتفياً أثر وول ستريت، حيث تتزايد المخاوف من فقاعة تغذيها طفرة الذكاء الاصطناعي.
وفي الولايات المتحدة، أنهت المؤشرات الثلاثة الكبرى – داو جونز، S&P 500، وناسداك – الجلسة السابقة على تراجع، بينما سجلت أسواق آسيا والمحيط الهادئ انخفاضات بقيادة مؤشري اليابان وكوريا الجنوبية.
قال مدير الأبحاث في "Continuum Economics" مايك غالاغر، إن حركة السوق تشير إلى إمكانية هبوط الأسهم بنحو 5% عن مستوياتها المرتفعة الأخيرة، وربما أكثر قليلاً، مؤكداً أن ما يحدث هو "جني أرباح طبيعي" بعد صعود قوي منذ أبريل.
يزداد الترقب مع اقتراب إعلان نتائج "إنفيديا" للربع الثالث بعد إغلاق تداولات الأربعاء، إذ تعد الشركة مؤشراً رئيسياً لصناعة الذكاء الاصطناعي كون معظم اللاعبين الكبار يعتمدون على معالجاتها الرسومية.
وأوضح غالاغر أن نتائج موسم الأرباح الأخير تكشف استمرار تدفق الإيرادات لدى شركات الحوسبة العملاقة حتى 2026-2027، مشيراً إلى أن المستثمرين يراقبون أداء "ميتا" عن كثب باعتبارها مؤشراً على قدرة الجيل الجديد من تطبيقات الذكاء الاصطناعي على تحقيق عوائد.
من جانبه، يرى يوري خودجاميريان، الرئيس التنفيذي للاستثمار في "Tema ETF"، أن التراجع الحالي يعكس "جرعة صحية من الشك" بعدما أدرك السوق أن الصفقات الضخمة التي أعلنت الصيف الماضي تحتاج إلى تمويل فعلي. وأشار إلى التزامات "OpenAI" الضخمة بشأن شراء وحدات معالجة الرسوميات وبناء مراكز بيانات، قائلاً إن وتيرة التنفيذ قد تكون أبطأ مما توقعه المستثمرون.
وأضاف أن السوق يشهد نوعاً من التوازن، مستشهداً بتراجع سهم "أوراكل" إلى مستوياته قبل إعلان شراكة مع "OpenAI"، مؤكداً أن ديناميكيات بناء مراكز البيانات مستمرة لدى شركات مثل "مايكروسوفت" و"ميتا" و"إنفيديا"، ما يجعل ما يحدث "تصحيحاً صحياً" لا أكثر.
لكن غالاغر حذر من أن هناك جانباً من تقليص المخاطر في ظل ضبابية المشهد الكلي، خاصة مع تراجع التوقعات بشأن خفض الفائدة من جانب الفيدرالي في ديسمبر، مرجحاً أن يتم التوقف عن أي خفض حتى الربع الأول من 2026. وأضاف أن حكم مرتقب من المحكمة العليا الأميركية بشأن الرسوم الجمركية المتبادلة التي فرضها ترامب قد يعيد الأسواق إلى أجواء التوتر التجاري التي شهدتها في أبريل.
وفي سوق العملات الرقمية، تتفاقم الخسائر بفعل المديونية، إذ هبط بيتكوين بنحو 25% منذ ذروته في أكتوبر، بينما فقدت إيثريوم 35% منذ أغسطس، وفق خبراء أكدوا أن القطاع يواجه ضغوطاً مزدوجة من عمليات بيع مرتبطة بالمشهد الكلي وتصفية مراكز مدينة.
وأشار خودجاميريان إلى مشكلة جوهرية قد تعرقل ثورة الذكاء الاصطناعي، والمتعلقة بتوفير الطاقة لمراكز البيانات، مؤكداً أن هذا التحدي قد يبطئ وتيرة التوسع، ليس فقط في الذكاء الاصطناعي، بل أيضاً في مشاريع إعادة بناء القاعدة الصناعية في أوروبا وأميركا، والسيارات الكهربائية والعملات الرقمية.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام