"فايزر" تستحوذ على "ميتسيرا" مقابل 10 مليارات دولار بعد منافسة محتدمة

وافقت شركة "فايزر" (Pfizer) على الاستحواذ على شركة "ميتسيرا" (Metsera) في صفقة بقيمة 10 مليارات دولار، عقب منافسة محتدمة مع شركة "نوفو نورديسك" (Novo Nordisk) للاستحواذ على الشركة الناشئة المتخصصة في أدوية إنقاص الوزن.

قالت "ميتسيرا" في وقت متأخر من يوم الجمعة إن "فايزر" ستدفع ما يصل إلى 86.25 دولاراً للسهم الواحد، منها 65.60 دولاراً نقداً في المرحلة الأولى، إضافةً إلى دفعات إضافية محتملة تصل إلى 20.65 دولاراً للسهم عند تحقيق مراحل تطوير محددة.

وبهذا الإعلان تحسم "فايزر" منافسة محتدمة بين اثنتين من أكبر شركات الأدوية في العالم، حيث تسعى كل منهما إلى الاستحواذ على "ميتسيرا" لمعالجة تحديات كبيرة تعاني منها أعمالهما.

تسعى "نوفو نورديسك"، التي كانت قد تقدمت بعرض غير مرغوب فيه للاستحواذ على "ميتسيرا" في أكتوبر، إلى مواكبة منافستها "إيلي ليلي آند كو" (Eli Lilly & Co) وتحفيز أداء سهمها المتراجع، بينما سعت "فايزر" لإيجاد موطئ قدم في سوق أدوية السمنة المزدهرة بعد إخفاقاتٍ سابقة في تطوير علاجات فعالة لإنقاص الوزن.

دور الحكومة الأميركية
في نهاية المطاف، لعبت الحكومة الأميركية الدور الحاسم في تحديد الجهة الفائزة بالصفقة، فقد أعلنت شركة "نوفو نورديسك" الدنماركية في بيانٍ صدر السبت أنها، "بعد دراسة متأنية"، لا تنوي رفع عرضها الحالي.

وأوضحت "ميتسيرا" في بيانٍ صادر الجمعة أن استحواذ "نوفو نورديسك" كان سيحمل "مخاطر قانونية وتنظيمية مرتفعة وغير مقبولة على (ميتسيرا) ومساهميها"، نظراً لمخاوف تتعلق بقوانين مكافحة الاحتكار في الولايات المتحدة، مشيرةً إلى تلقيها اتصالاً من لجنة التجارة الفيدرالية الأميركية (FTC) بشأن المخاطر المحتملة للمضي قدماً في هيكل الصفقة المقترحة.

ومن جانبها، حصلت "فايزر" بالفعل على موافقة لجنة التجارة الفيدرالية على عرضها.

ووفقاً لما ورد في البيان، اعتبر مجلس إدارة "ميتسيرا" أن العرض الجديد المقدم من "فايزر" يُعد "الخيار الأفضل للمساهمين من حيث القيمة وضمان إتمام الصفقة".

رهان "فايزر" على أدوية السمنة
في بيان منفصل، قالت "فايزر" إنها "سعيدة بالتوصل مع (ميتسيرا) إلى هذه الشروط المعدلة، التي ستقدم قيمة فورية ومضمونة لمساهمي (ميتسيرا)". وتوقعت إتمام الصفقة عقب اجتماع مساهمي "ميتسيرا" المقرر في 13 نوفمبر.

يُعرف ألبرت بورلا، الرئيس التنفيذي لشركة "فايزر"، بكونه صانع صفقات جريئاً لا يحب الخسارة، ولطالما سعى للحصول على دواءٍ للسمنة يمكن أن يمنح الشركة دفعة قوية ويعوض تراجع مبيعاتها الناتج عن أعمالها المتعلقة بكوفيد. وفي ظل توقع أن يؤدي انتهاء صلاحية براءات الاختراع إلى تآكل المبيعات بأكثر من 15 مليار دولار بحلول نهاية العقد، يواجه بورلا ضغوطاً لتجديد محفظة "فايزر" البحثية.

تراجعت أسهم الشركة بشكل حاد منذ ذروة الجائحة، كما أخفقت محاولاتها السابقة لتطوير أدوية لعلاج السمنة داخل منظومتها البحثية في تجاوز مراحل الاختبار السريري.

ومن خلال صفقة "ميتسيرا"، تراهن "فايزر" على اقتناص الجيل المقبل من أدوية علاج السمنة في سوقٍ يُتوقع أن تصل قيمتها إلى 100 مليار دولار بحلول 2030، مع توقع أن تتمتع الأدوية المقبلة بفعالية مماثلة أو أعلى من حقنة "زيبباوند" (Zepbound) الأسبوعية التي تنتجها "إيلي ليلي"، مع ميزة الحقن الأقل تكراراً وانخفاض الأعراض الجانبية مثل الغثيان والقيء.

ويمكن لشركة أدوية قادرة على تقديم مثل هذه التحسينات التدريجية والعملية أن تستحوذ على حصة كبيرة من السوق على المدى الطويل.

تأسست "ميتسيرا" في 2022، وتمتلك ثلاثة أدوية في مراحل التطوير المبكرة إلى المتوسطة، من بينها أدوية قد تكون آثارها الجانبية أقل، أو بفعالية تدوم لفترة أطول مقارنة بالأدوية الحالية مثل "ويغوفي" (Wegovy) التابع لشركة "نوفو نورديسك".

حرب المزايدات
كانت "فايزر" قد توصلت في سبتمبر إلى اتفاقٍ لشراء "ميتسيرا"، التي يقع مقرها في نيويورك، مقابل 70 دولاراً للسهم الواحد، قبل أن تُفاجئ "نوفو نورديسك" وول ستريت بعرضٍ أعلى للاستحواذ على الشركة.

وعقب فشل "فايزر" في الحصول على أمرٍ قضائي يمنع عرض "نوفو"، رفعت الشركة عرضها يوم الاثنين، لترد "نوفو" مجدداً بعرضٍ محسن.

ومع استمرار الشركتين في رفع العروض، ارتفعت أسهم "ميتسيرا" بشكل حاد، إذ قفزت بنحو 150% منذ ما قبل الإعلان عن الصفقة الأصلية مع "فايزر"، ثم صعدت بنسبة 2% يوم الجمعة لتسجل 83.18 دولار في بورصة نيويورك، ما رفع القيمة السوقية للشركة إلى نحو 8.75 مليار دولار.

المعركة القانونية والتنظيمية
في محكمة ديلاوير تشانسيري، أدعت شركة "فايزر" أن عرض "نوفو" انتهك بنود الاتفاق الأصلية لعدم اعتباره عرضاً "أفضل". لكن القاضي رفض طلبها بإصدار أمرٍ مؤقت يمنع "نوفو" من متابعة عرضها.

كما رفعت "فايزر" دعوى قضائية أمام محكمة اتحادية في ديلاوير تتهم فيها "نوفو" بانتهاك قوانين مكافحة الاحتكار، وهي الاتهامات التي وصفتها "ميتسيرا" بأنها "غير منطقية".

كانت بلومبرغ قد أفادت في وقت سابق من يوم الجمعة أن "فايزر" رفعت عرضها بمقدار 5 سنتات للسهم مقارنة بعرضها السابق، ليصل السعر المعلن إلى 86.25 دولار للسهم، أي بعلاوة قدرها 159% عن سعر إغلاق سهم "ميتسيرا" البالغ 33.32 دولار في آخر يوم تداول قبل إعلان صفقة "فايزر" في 22 سبتمبر.

حصلت "فايزر" على دفعة قوية من لجنة التجارة الفيدرالية الأميركية، التي أعربت عن قلقها من أن العرض المقترح من "نوفو" قد "ينتهك الإجراءات القانونية" الخاصة بعمليات المراجعة المسبقة للاندماجات. وأكدت اللجنة أنها لا ترى أي عقبات أمام عرض "فايزر" للاستحواذ على "ميتسيرا".


ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام


مشاهدات 65
أضيف 2025/11/08 - 6:58 PM