
أطلقت شركة «أمازون» موجة تسريحات ضخمة، في خطوة وُصفت بأنها الأكبر في تاريخ الشركة من حيث حجم التأثير على القوى العاملة داخل الأقسام الإدارية. وتعتزم «أمازون» الاستغناء عن ما يصل إلى 30 ألف موظف من العاملين في أقسامها الإدارية حول العالم، وفق "رويترز".
تُعد «أمازون» ثاني أكبر جهة توظيف خاصة في الولايات المتحدة، إذ تضم أكثر من 1.54 مليون موظف على مستوى العالم حتى نهاية الربع الثاني من العام الجاري، ويشكّل عمال المستودعات النسبة الأكبر منهم. أما عدد الموظفين في الأقسام الإدارية فيبلغ نحو 350 ألف موظف، ما يجعل هذه الموجة من التسريحات الأضخم في تاريخ الشركة، وربما الأكبر في قطاع التكنولوجيا منذ عام 2020.
تسريحات قطاع التكنولوجيا
بحسب موقع Layoffs.fyi، الذي يرصد حالات التسريح في قطاع التكنولوجيا، فقد قامت أكثر من 200 شركة تكنولوجية منذ بداية عام 2025 بفصل نحو 98 ألف موظف. وتُعد خطوة «أمازون» المرتقبة الأوسع نطاقاً ضمن هذا الاتجاه المتنامي في الصناعة.
فقد شهد العام الحالي تسريحات واسعة في شركات التكنولوجيا الكبرى، إذ استغنت «مايكروسوفت» عن نحو 15 ألف موظف، بينما ألغت «ميتا»، الشركة الأم لـ«فيسبوك»، الأسبوع الماضي حوالي 600 وظيفة ضمن وحدة الذكاء الاصطناعي.
بدورها، سرّحت «غوغل» أكثر من 100 موظف من فرق التصميم في قسم الحوسبة السحابية، فيما تخلت «سيلزفورس» عن 4 آلاف موظف في سبتمبر، مبرّرة القرار بتزايد اعتمادها على أدوات الذكاء الاصطناعي، أما «إنتل» فقد تصدرت القائمة بتسريح 22 ألف موظف خلال العام.
ويُذكر أن عام 2023 كان الأسوأ لقطاع التكنولوجيا من حيث التسريحات، إذ قامت نحو 1200 شركة تقنية بالاستغناء عن أكثر من 260 ألف موظف نتيجة التضخم المتصاعد وارتفاع أسعار الفائدة.
الذكاء الاصطناعي في قلب التحوّل
ترى شركات عدة، من بينها «أمازون»، أن صعود الذكاء الاصطناعي التوليدي أصبح عاملاً رئيسياً يعيد رسم خريطة الوظائف داخل المؤسسات. فقد بدأت الشركات في مجالات مثل التكنولوجيا والمصارف والسيارات والتجزئة بالإشارة إلى أن التحول نحو الأتمتة والذكاء الاصطناعي سيؤدي إلى تقليص الحاجة إلى عدد كبير من الموظفين التقليديين.
وكانت «أمازون» قد بدأت موجات تسريح متتالية منذ عام 2022، نتج عنها خروج أكثر من 27 ألف موظف، تبعتها تخفيضات إضافية هذا العام وإن كانت أقل حجماً. وقد طالت هذه التسريحات أقسام الحوسبة السحابية والمتاجر والتواصل والأجهزة.
إصلاحات داخلية وخطة تقشّف
تأتي هذه الخطوات ضمن خطة أوسع لخفض التكاليف يقودها الرئيس التنفيذي آندي جاسي، الذي تولى منصبه خلال جائحة كوفيد-19. وقد سعى جاسي إلى تبسيط الهيكل الإداري عبر تقليص عدد المديرين وتخفيف الطبقات الإدارية من أجل تسريع عملية اتخاذ القرار وتقليل النفقات.
وفي مذكرة داخلية أرسلها جاسي إلى الموظفين في حزيران الماضي، أشار إلى أن تبنّي الشركة لتقنيات الذكاء الاصطناعي سيساهم في تقلص عدد العاملين الإداريين خلال السنوات القادمة، قائلاً: «سنحتاج إلى عدد أقل من الأشخاص للقيام ببعض المهام الحالية، مقابل عدد أكبر في وظائف جديدة تتعلق بالذكاء الاصطناعي».
وأضاف أن هذه التحولات ستؤدي على الأرجح إلى انكماش إجمالي القوى العاملة الإدارية خلال السنوات المقبلة، مع التركيز على أدوار جديدة تتناسب مع اتجاه الشركة نحو الأتمتة والتحوّل الرقمي.
تكشف هذه الخطوة عن مرحلة جديدة من التحولات الجذرية في سوق العمل التكنولوجي، حيث تسعى الشركات العملاقة إلى إعادة هيكلة نفسها لمواكبة سباق الذكاء الاصطناعي وتقليص النفقات.
وبينما تتسارع وتيرة الابتكار، يبدو أن الثمن سيكون مزيداً من الوظائف التي ستختفي في سبيل تحقيق الكفاءة والتطور التقني.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام