كشف المدير التنفيذي للاتحاد العام لتعاونيات السجاد اليدوي في إيران أن نحو 70% من النسّاجين الإيرانيين تركوا مهنتهم خلال السنوات الخمس الماضية نتيجة انعدام التأمين الاجتماعي وغياب الدخل المستقر واضطراب السوق، محذراً من أن استمرار هذا الوضع يهدد الهوية الثقافية والاقتصاد الأسري في المناطق الريفية.

وقال عبد الله بهرامي، في مقابلة وكالة تسنيم للأنباء إن «مهنة نسج السجاد، التي كانت يوماً ما أحد أعمدة الاقتصاد العائلي لدى الأسر الحرفية في المناطق الريفية وضواحي المدن الإيرانية، لم تعد حتى من أولويات المشاريع المنزلية». وأضاف أن «صناعة السجاد اليدوي الإيراني، التي كانت في الماضي فخراً وطنياً ورمزاً للثقافة الإيرانية، فضلاً عن كونها أحد الركائز الأساسية لمعيشة آلاف الأسر، تواجه اليوم تحديات عميقة تهدد بقاءها».

وأوضح أن السجاد اليدوي الإيراني يتعرض لثلاثة تهديدات رئيسية، تتمثل في «إهمال نظام التأمين الوطني للعاملين في هذا القطاع وارتفاع تكاليف المواد الخام وتراجع القدرة الشرائية للمستهلكين، إلى جانب الغياب الفاعل في الأسواق التصديرية».

وأضاف المدير التنفيذي للاتحاد العام لتعاونيات السجاد اليدوي في إيران أن «رغم الشعارات الحكومية الداعية إلى دعم هذه الحرفة فإن النسّاج الذي يُحرم من أبسط الخدمات الصحية ولا يعلم ما إذا كان سيتمكن غداً من شراء الخيوط والمواد الأساسية (مثل الحبال القطنية والحريرية) لمواصلة عمله، لا يمكن أن يُطلب منه إنتاج سلع ذات جودة عالمية».

وأشار بهرامي إلى أن «متوسط أعمار النسّاجين النشطين حالياً يتجاوز 45 عاماً، وإذا لم يدخل الشباب هذا المجال، فسنواجه خلال العقد المقبل أزمة حقيقية في القوى العاملة لهذه الحرفة–الصناعة».

وتابع قائلاً: «عندما يعاني المنتجون المنزليون في المناطق الأقل نمواً من صعوبات في الحصول على التصاميم وأدوات النسيج والمواد الخام فمن الطبيعي ألا يتمكنوا من الاستمرار في هذه المهنة».

وأكد أن الوضع الراهن «ليس مجرد قضية اقتصادية، بل يشكل تهديداً مباشراً للهوية الثقافية لإيران»، مضيفاً أن «السجاد الإيراني ليس مجرد سلعة تجارية، بل وثيقة حيّة تجسّد تاريخ البلاد وثقافتها ومهارة أجيالها. إن اختفاء النسّاج يعني اختفاء جزء من الذاكرة التاريخية لإيران».

ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام