بدأت الهيئة الفدرالية لشبكات الطاقة في ألمانيا تحقيقًا في احتمال وجود تلاعب بسوق الغاز، ما قد يؤدي إلى ارتفاع فواتير الطاقة للمستهلكين، بحسب "بلومبرغ".

يشمل التحقيق تكاليف تقدر بـ60 مليون يورو بين مايو ويوليو 2025، بسبب سلوك غير معتاد لبعض مديري مجموعات التوازن في السوق المتعلقة بتحويل أنواع الغاز بين "L-gas" و"H-gas"، وذلك في ظل وجود تناقض واضح مع كميات الوقود الكبيرة اللازمة لتحويل الغاز الطبيعي.

تستخدم ألمانيا نوعين من الغاز، إذ اعتمدت المناطق الشمالية والغربية تاريخياً على غاز L منخفض السعرات الحرارية من هولندا، بينما استخدمت مناطق أخرى غاز H عالي السعرات الحرارية من مصادر مثل النرويج أو روسيا. ومع انخفاض الإمدادات من هولندا، قد يحتاج الوقود أحياناً إلى تحويله لتشغيل خطوط الأنابيب والأجهزة في مناطق معينة بأمان، وتتولى شركة "Trading Hub Europe GmbH"، مشغلة السوق، إدارة التكاليف.

لكن في الأشهر الأخيرة، لاحظت الشركة سلوك ترشيح غير عادي من قبل بعض مديري مجموعات الموازنة مما أثر على أنشطة التحويل هذه، وفقاً لما ذكره متحدث باسم الشركة في رسالة بريد إلكتروني، مضيفاً أنها ترحب بالتحقيق الذي أجرته السلطات.

في حين تجاوزت أوروبا أسوأ فصول أزمة الطاقة التي اندلعت قبل أكثر من 3 سنوات، لا تزال تقلبات السوق تجذب الاهتمام بفرص الربح المحتملة. في ألمانيا، يبدو أن تحويل تدفقات الغاز المستورد قد أتاح مثل هذه الفرصة، حيث قام التجار في بعض الأحيان بترشيح كميات كبيرة من غاز الهيدروجين، ثم خفضوا شحناتهم، مما أدى إلى اختلال في التوازن أجبر شركة "THE" على شراء غاز الهيدروجين باهظ الثمن.

وأعلنت وكالة الشبكة الفيدرالية أنها تحقق مع العديد من مديري مجموعات الموازنة - وهم عادةً موردو طاقة - إلى جانب جهات تنظيمية محلية في دول أخرى، بالإضافة إلى هيئة الرقابة التابعة للاتحاد الأوروبي "ACER".

كما حذرت الهيئة التنظيمية الألمانية من أنها قد تضطر إلى فرض ضريبة تساعد في تمويل أنشطة تحويل الغاز نتيجة لارتفاع التكاليف. هذه الرسوم، المحددة حالياً عند الصفر، تُفرض عادةً على المستهلكين النهائيين من خلال أسعار الغاز، وقد ترفع الفواتير في وقت تسعى فيه الحكومة الألمانية إلى خفضها.

وفي سياق منفصل، أعلنت الحكومة الأسبوع الماضي أنها ستلغي ضريبة أخرى تتعلق بتخزين الغاز، والتي عادةً ما تُفرض أيضاً على المستهلكين. وتسعى برلين جاهدةً لخفض تكاليف الطاقة للمنازل والشركات.

ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام