المستثمرون يترقبون اتفاقاً تجارياً محتملاً بين أميركا وأوروبا

يعلّق المستثمرون آمالاً على إمكان التوصل إلى اتفاق تجاري محتمل بين أميركا والاتحاد الأوروبي، من شأنه أن يوفّر قدراً أكبر من اليقين في الأسواق، وذلك قبل حلول الموعد النهائي لفرض الرسوم الجمركية يوم الجمعة المقبل.

ومن المقرّر أن تلتقي رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم الأحد في اسكتلندا، بعد أن أعرب مسؤولون ودبلوماسيون أوروبيون عن توقّعاتهم بالتوصل إلى اتفاق إطاري خلال عطلة نهاية الأسبوع.

وكان ترامب قد صرّح يوم الجمعة أن احتمالات التوصل إلى اتفاق مع الاتحاد الأوروبي تقف عند «50-50، وربما أقل»، مشيراً إلى أن المفاوضات لا تزال جارية.

توتر العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة وأوروبا قد شكّل، في نظر بعض المستثمرين، مبرّراً لتوخّي الحذر، وفقاً لما قاله سمير سمّانة، رئيس قطاع الأسهم العالمية والأصول الحقيقية في معهد «ويلز فارجو» للاستثمار.

وأضاف سمّانة: «هذه واحدة من أكبر علاقاتنا التجارية.. فإذا اكتملت تلك القطعة الأخيرة من الاتفاق، فمن المرجّح أن نشهد دخول مزيد من المستثمرين إلى الأسواق تدريجياً». وتابع: «لقد كانت هذه العلاقة مصدراً لعدم اليقين، وإذا ما تم التوصل إلى اتفاق، فسيزول هذا الغموض».

وبحسب ما ذكره مسؤولون ودبلوماسيون مطّلعون على المفاوضات، فإن الاتفاق المرتقب قد يتضمّن فرض تعرفة أساسية بنسبة 15% على جميع السلع الأوروبية المصدّرة إلى الولايات المتحدة، بالإضافة إلى رسم جمركي بنسبة 50% على واردات الصلب والألمنيوم الأوروبية.

انحسار التوترات التجارية

ساهم التفاؤل بشأن انحسار التوترات التجارية بشكل عام في دفع الأسهم الأميركية إلى تسجيل مستويات قياسية. وكان إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب في 2 أبريل عن «يوم التحرير» وفرض رسوم جمركية شاملة على مستوى العالم قد أدى إلى تراجع حاد في الأسواق آنذاك، وسط تصاعد المخاوف من ركود اقتصادي، وهي مخاوف تراجعت لاحقاً.

ومع ذلك، لا يزال المستثمرون يتهيأون لموجة من التقلبات مع اقتراب الأول من أغسطس، وهو الموعد الذي حدّدته الولايات المتحدة لرفع الرسوم الجمركية على طيف واسع من شركائها التجاريين.

ويواجه الاتحاد الأوروبي تهديدات برسوم جمركية أميركية تطال أكثر من 70% من صادراته، تشمل فرض رسوم بنسبة 50% على الصلب والألمنيوم، و25% على السيارات وقطع الغيار، و10% على معظم السلع الأوروبية الأخرى، وهي رسوم قال ترامب إنه سيرفعها إلى 30% اعتباراً من الأول من أغسطس آب.

وارتفعت الآمال بالتوصل إلى اتفاق تجاري مع أوروبا بعد أن وقّعت واشنطن اتفاقاً مماثلاً مع اليابان في وقت سابق من الأسبوع.

وقال محللو شركة «كابيتال إيكونوميكس» في مذكرة صادرة يوم الجمعة: «الاتفاق مع اليابان، والاتفاق المرجح قريباً مع الاتحاد الأوروبي، يحملان أهمية خاصة بالنظر إلى أن كليهما يُعد شريكاً تجارياً رئيسياً للولايات المتحدة، إذ يمثلان معاً نحو ربع إجمالي الواردات الأميركية من السلع».

في الاتفاق التجاري مع اليابان، ستستفيد صناعة السيارات اليابانية –التي تمثل أكثر من ربع صادرات البلاد إلى الولايات المتحدة– من خفض الرسوم الجمركية من 27.5% إلى 15%.

وأشارت شركة «كابيتال إيكونوميكس» إلى أن اتفاقاً مشابهاً مع الاتحاد الأوروبي، يُخفَّض فيه أيضاً رسم الجمارك على السيارات إلى 15%، «لن يكون بالأمر البسيط» بالنسبة للمنطقة، إذ تشكّل السيارات نحو 10% من صادرات الاتحاد إلى الولايات المتحدة.

وكان المستثمرون يترقّبون أيضاً خلال عطلة نهاية الأسبوع تطورات على صعيد العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، حيث من المقرر أن يلتقي مسؤولون من البلدين في ستوكهولم الأسبوع المقبل لمناقشة تمديد المهلة الممنوحة حتى 12 أغسطس آب للتوصل إلى اتفاق تجاري.


ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام


مشاهدات 64
أضيف 2025/07/27 - 2:19 PM