مع تصاعد موجة الحر الشديدة التي تجتاح البلاد، واتجاه درجات الحرارة نحو حاجز 50 مئوية بحسب توقعات هيئة الأنواء الجوية، ضاعفت المؤسسات الحكومية المعنية جهودها للتخفيف من آثار الظاهرة على المواطنين، عبر تعزيز منظومة الكهرباء، وتنظيم توزيع الطاقة، وتشديد إجراءات السلامة والوقاية.
وأعلنت وزارة الكهرباء تكثيف تحركاتها لتأمين الطاقة في مختلف المحافظات، مؤكدة سعيها إلى زيادة ساعات التجهيز والحفاظ على استقرار المنظومة الكهربائية بعد إدخال عدد من المحطات التوليدية الجديدة إلى الخدمة، مشيرة إلى أن خطتها تستهدف الوصول إلى إنتاج 28 ألف ميغاواط خلال شهر تموز الحالي، بما يواكب الطلب المتزايد على الطاقة.
وفي السياق ذاته، قررت محافظة بغداد تشغيل "الخط الذهبي" حصراً في جميع مناطق العاصمة، وإيقاف الخطوط الليلية والنهارية مؤقتاً لتقنين الأحمال وضمان استقرار التجهيز، مع تشديد الرقابة على أسعار الأمبيرات، للحد من التجاوزات والاستغلال في ظل الظروف المناخية القاسية. من جانبها، كثّفت مديرية الدفاع المدني حملاتها الميدانية في الأسواق والمراكز التجارية ببغداد وعدد من المحافظات، لتقليل مخاطر نشوب الحرائق نتيجة الارتفاع الحاد في درجات الحرارة، مؤكدة استمرار جولاتها التفتيشية والتوعوية وتوفير شروط السلامة العامة، حماية للأرواح والممتلكات.
موجة حر
وذكر بيان صحفي لهيئة الأنواء الجوية، أن البلاد ستتأثر بتعمق منخفض جوي حراري سطحي، نتيجة لسيطرة كتلة هوائية ساخنة ترافق المنخفض، ونتيجة لذلك ستسجل مدن الجنوب درجات حرارة عظمى تصل إلى 50 درجة مئوية، فيما تُسجل معدلات أقل بقليل في المناطق الوسطى والشمالية خلال الأيام المقبلة.
وأضاف أن درجة الحرارة العظمى ستكون اليوم الأحد في بغداد ومحافظات كربلاء المقدسة وكركوك وصلاح الدين ونينوى وبابل والديوانية والنجف الأشرف وديالى 48 درجة مئوية، أما ميسان وذي قار والبصرة فتصل إلى عتبة الـ50 درجة مئوية.
إجراءات الكهرباء
من جهته، قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الكهرباء أحمد موسى العبادي في حديث لـ"الصباح" وتابعته "الاقتصاد نيوز": إن الوزارة حققت استقراراً في ساعات التجهيز في بغداد والمحافظات، بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة والدخول في ذروة الأحمال الصيفية، مؤكداً مساعي وزارته تسعى للوصول إلى عتبة إنتاجية تبلغ 28 ألف ميغاواط خلال تموز الحالي في حال تجهيز الكميات المطلوبة من الغاز للمحطات.
وأشار العبادي إلى دخول الوحدات التوليدية التي كانت منفصلة عن العمل بسبب الصيانة إلى الخدمة، ما أسهم بتعزيز موثوقية التجهيز في بعض المناطق التي كانت تعاني من انقطاعات متكررة، منوهاً بأن ملاكات الوزارة الفنية والهندسية كثَّفت جهودها لتجاوز التحديات التشغيلية الخاصة بالمحطات التوليدية العاملة حالياً، من أجل رفع كفاءة الإنتاج واستمرار ضمان التجهيز في المحافظات الجنوبية عموماً.
الخط الذهبي
وفي الملف ذاته، قال محافظ بغداد عبد المطلب العلوي، إن المحافظة أوعزت إلى رؤساء الوحدات الإدارية والقائممقاميات باعتماد تشغيل المولدات وفق الخط الذهبي حصراً وإلغاء الخطوط النهارية والليلية نظراً للارتفاع الشديد في درجات الحرارة.
ونبه إلى أن المحافظة حددت سعر الأمبير للشهر الحالي بمبلغ 10 آلاف دينار للمتعهدين الذين يتسلمون حصة مجانية من مادة (الكاز)، و13 ألف دينار لمن لا يمتلكون هذه الحصة، محذراً من فرض أي زيادة في الأسعار، لاسيما بعد التنسيق مع مجلس القضاء الأعلى لإصدار أوامر إلقاء القبض ضد المخالفين.
ونوه العلوي بأن المحافظة ستوجه عقوبات شديدة لمسؤولي الوحدات الإدارية والقائممقاميات، وكذلك المختارين في حال ثبت تواطؤهم مع صاحب المولد المخالف، منوهاً بأن وزارة النفط سهلت إجراءات تسجيل المتعهدين بغية تسلم حصص (الكاز)، وخصصت خطوط ساخنة تعمل على مدار الساعة للتعامل مع الشكاوى آنياً.
السلامة من الحرائق
من جانبه، قال مدير إعلام الدفاع المدني نؤاس صباح، إن المديرية أطلقت منذ شهر أيار الماضي حملة تفتيش شاملة استهدفت الأبنية التجارية والأسواق العامة، لضمات اتباع تدابير الحماية والسلامة من الحرائق خلال موسم الصيف.
وأشار إلى تكثيف الحملة مؤخراً بعد توقعات موجة الحر التي تشهدها البلاد، مؤكداً أن جميع عجلات الإطفاء في حالة جاهزية عالية، وتنتشر بشكل مكثف قرب المناطق التجارية الحيوية.
وتابع صباح أن فرق الدفاع المدني تواصل التنسيق مع الحراس الليليين في الأبنية التجارية لضمان المراقبة المستمرة ومنع وقوع الحوادث، كما شددت المديرية على ضرورة التزام أصحاب المشاريع بالشروط الوقائية، مؤكداً أن اللجان الميدانية منحت مهلة لا تتجاوز 15 يوماً للمخالفين لتصحيح أوضاعهم، وبخلافه يتم غلق المشروع بالتنسيق مع محافظة بغداد والحكومات المحلية في المحافظات.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام