بفعل رسوم ترامب الجمركية.. صفقات الاندماج والاستحواذ تهوي إلى أدنى مستوى في 20 عاماً
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالبيت الأبيض في واشنطن. "رويترز"

الاقتصاد نيوز - متابعة

أوقف المصرفيون والرؤساء التنفيذيون صفقاتهم في مجال الاندماج والاستحواذ بعد أن أطلق الرئيس الأميركي دونالد ترامب حرباً تجارية عالمية في 2 نيسان، حيث بات عدد الصفقات المبرمة أقل مما كان عليه خلال أحلك أيام جائحة كوفيد-19 والأزمة المالية العالمية في عام 2008.

وأظهرت بيانات جمعتها "ديلوجيك" لصالح "رويترز" أن عدد عقود الاندماج والاستحواذ الموقعة على مستوى العالم –وهو مؤشر على صحة الاقتصاد العالمي– تراجع في  نيسان إلى أدنى مستوى له منذ 20 عاماً، أي منذ  شباط 2005.

أكبر سوق لصفقات الاندماج والاستحواذ في العالم

في الولايات المتحدة، أكبر سوق لصفقات الاندماج والاستحواذ في العالم، لم يُبرم سوى 555 صفقة خلال الشهر الماضي، وهو أدنى عدد لأي شهر منذ أيار 2009.

وقد أدّى ما وصفه ترامب بـ"يوم التحرير"، حين أعلن فرض رسوم جمركية على جميع الدول، إلى تراجع الأسواق العالمية، وسحب عدد من الرؤساء التنفيذيين، من شركات مثل "تشايم" و"ستابهَب"، خطط الطرح العام الأولي، فضلاً عن إطلاق دول أخرى إجراءات انتقامية.

كما دفعت حالة عدم اليقين المصرفيين، الذين يجنون الرسوم والمكافآت من إتمام صفقات الاندماج والاستحواذ، إلى نصح عملائهم بتأجيل تلك الصفقات وعمليات الطرح العام الأولي إلى حين اتضاح السياسة الأميركية واستقرارها.

وقال لورينزو باوليتي، المدير العام للخدمات المصرفية الاستثمارية في " Truist Securities": "أنصح عملائي بالانتظار. الرؤساء التنفيذيون والمديرون الماليون لم يستوعبوا بالكامل بعد كيف ستؤثر عليهم الرسوم الجمركية، لذلك من الأفضل الاحتفاظ بالسيولة النقدية حتى تتضح الصورة".

ساعدت بعض الصفقات الكبرى في شهر أبريل نيسان، من بينها استحواذ "Global Payments" على شركة متخصصة في معالجة البطاقات والخدمات الحسابية بقيمة 24.25 مليار دولار، في إنعاش بداية فاترة للربع الثاني من عام كان يُتوقع أن يكون مميزاً في نشاط الاندماج والاستحواذ.

ومع ذلك، لم يكن ذلك كافياً للحيلولة دون تراجع القيمة الإجمالية لصفقات الاندماج والاستحواذ العالمية إلى 243 مليار دولار، أي بانخفاض يبلغ نحو 54% مقارنة بشهر مارس آذار، و20% أدنى من المتوسط الشهري خلال السنوات العشرين الماضية، بحسب بيانات شركة "ديلوجيك".

وقالت كريستين بوثيير، رئيسة قسم الاستشارات الاستراتيجية وصفقات الاندماج والاستحواذ العالمية لدى شركة "كيه بي إم جي": "نلاحظ سلسلة من ردود الفعل المتتالية في كل عمليات الفحص النافي للجهالة التي نقوم بها".

الحرب التجارية 

أدّت الحرب التجارية المتبادلة إلى ارتفاع معدلات التقلّب في الأسواق إلى مستويات تاريخية خلال شهر أبريل نيسان، وذلك "بسبب التصريحات المتناقضة والمتكررة من البيت الأبيض بشأن سياسة الرسوم الجمركية"، بحسب المحللة ليزا شاليت من "مورغان ستانلي".

في 2 أبريل نيسان، فرض ترامب رسوماً جمركية بنسبة لا تقل عن 10% على جميع الواردات الأميركية، قبل أن يعلّق تنفيذها لمدة 90 يوماً. كما فرض نسباً أعلى على عشرات الشركاء الرئيسيين من أوروبا إلى اليابان، بما في ذلك رسوم على الصين وصلت في مجموعها إلى 145%.

وأشارت المحللة ليزا شاليت إلى أنّ تهديدات ترامب بإقالة رئيس الفدرالي جيروم باول —وهو ما أثار الشكوك حول استقلالية "الفدرالي" السياسية— زادت من حدة التوتر في الأسواق.

لكن كان هناك بصيص أمل في سوق الاندماج والاستحواذ خلال الشهر الماضي، تمثل في صفقات التكنولوجيا، التي تتركز قيمتها في الملكية الفكرية مثل الخوارزميات والبرمجيات، لا في السلع المادية الخاضعة للرسوم الجمركية، مثل السيارات.

وقد شكّلت صناعة التكنولوجيا نحو 40% من إجمالي صفقات بقيمة تقترب من 600 مليار دولار تم توقيعها هذا العام في أميركا، التي تمثل ما يقرب من نصف نشاط الاندماج والاستحواذ العالمي من حيث القيمة.

ويُذكر أن حالة الضبابية أثرت على الصناعات بطرق متفاوتة.

قال كيفين كوكس، رئيس قسم الاندماج والاستحواذ العالمي في "سيتي"، إن قطاعات مثل الاتصالات، والإعلام، والخدمات، والنفط والغاز، والمرافق كانت أقل تأثراً بالرسوم الجمركية، في حين أن بعض مجالات الصناعات، والرعاية الصحية، والتكنولوجيا تواجه تغييرات أكبر في نماذج أعمالها بسبب إعلان الرسوم.

وأضاف كوكس: "أي شخص يعمل في التصنيع، سواء كان يستورد المواد الأولية من الخارج أو يرسل المنتجات الجاهزة إلى الخارج، سيتأثر بذلك".

وأشار إلى أن فريقه ينصح العملاء بأن يتأنوا في فهم المخاطر الإضافية المرتبطة بنموذج أعمال الهدف والعوائد المتوقعة منه.

وقد قدم البنك نصيحة لشركة "بوينغ" في 22 أبريل نيسان بشأن بيع فرعها المتخصص في برمجيات الطيران "جيبيسن" لشركة "توما برافو" مقابل 10.6 مليار دولار، في صفقة تم تصنيفها على أنها صفقة تكنولوجية.

وأضاف كوكس: "تؤثر التقلبات على الصفقات. يجب على المشترين أن يدمجوا هذه المخاطر الإضافية في تسعيرهم أو يتراجعوا ويترقبوا حتى تتضح الصورة بشكل كامل."


ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام


مشاهدات 115
أضيف 2025/05/06 - 5:17 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 38153 الشهر 65535 الكلي 15893942
الوقت الآن
الثلاثاء 2025/5/6 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير