تُعد حديقة النباتات العُمانية أحد أبرز المشاريع البيئية والعلمية في سلطنة عُمان، وواحدة من أكبر الحدائق النباتية في الشرق الأوسط، حيث تهدف إلى توثيق وحفظ التنوع النباتي الفريد في السلطنة، والذي يُعد من الأغنى في شبه الجزيرة العربية. وتقع الحديقة في منطقة الخوض بمحافظة مسقط، على مساحة تمتد لأكثر من 420 هكتارًا، لتكون نافذة حضارية وعلمية على الإرث الطبيعي العُماني.
مشروع وطني برؤية علمية مستدامة
تُنفّذ الحديقة بالتعاون بين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار ووزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه، بالتنسيق مع عدد من المؤسسات الدولية، وتُعد الأولى من نوعها التي تُكرّس بالكامل للنباتات الأصلية لعُمان، حيث تضم أكثر من 1,400 نوع نباتي من أصل ما يزيد على 1,400 نوع معروف في السلطنة، بعضها نادر أو مهدد بالانقراض.
تصميم بيئي يعكس التضاريس العُمانية
تتميز الحديقة بتصميمها الذي يُحاكي النظم البيئية والتضاريس المختلفة لعُمان، بدءًا من الجبال، والوديان، والصحارى، والمناطق الساحلية، إلى البيئات الاستوائية جنوب البلاد في محافظة ظفار. ويُقسَّم المشروع إلى مناطق تمثل كل نظام بيئي طبيعي، مع مرافق مخصصة للتعليم والبحث العلمي، إلى جانب مناطق مخصصة للزوار والعائلات.
مركز للتعليم البيئي والسياحة العلمية
لا تقتصر أهمية الحديقة على الجانب البيئي، بل تؤدي دورًا محوريًا في رفع الوعي البيئي، وتشجيع البحث العلمي، وتوفير تجربة تفاعلية للزوار من جميع الأعمار. كما تُسهم في تعزيز السياحة المستدامة، إذ ينتظر أن تستقطب آلاف الزوار المحليين والدوليين سنويًا بعد افتتاحها الكامل.
حفظٌ للتراث الطبيعي العُماني
تُبرز الحديقة الجهود العُمانية في الحفاظ على الموارد الطبيعية والتنوع البيولوجي، لا سيما في ظل التحديات المناخية التي تواجه المنطقة. وتوفّر قاعدة بيانات متقدمة للنباتات المحلية، وتسهم في دعم المشاريع البحثية المتعلقة بالطب التقليدي، والزراعة المستدامة، والتكيّف مع الجفاف.
نحو مستقبل أخضر
مع اقتراب اكتمال تنفيذ مرافقها الأساسية، تمثل حديقة النباتات العُمانية نموذجًا للتنمية المستدامة في السلطنة، وتجسيدًا لرؤية عُمان 2040 في حماية البيئة، وتطوير بنية تحتية علمية وسياحية متقدمة.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام