أصدرت الصين قراراً يقضي بوقف مؤقت لشراء أي شحنات جديدة من خام الحديد من شركة "BHP" الأسترالية، في تصعيد واضح لخلافات متزايدة حول تسعير المادة الحيوية لصناعة الصلب، ما قد يهدد واحدة من أهم شراكات التجارة العالمية في قطاع التعدين.

ونقلت وكالة "بلومبرغ" عن مصادر، إن مجموعة "الصين للموارد المعدنية"، الشركة التي أنشأتها بكين لتعزيز نفوذها في تجارة خام الحديد العالمية، طلبت من المشترين المحليين هذا الأسبوع تعليق شراء أي شحنات بحرية مقومة بالدولار من شركة "BHP".

القرار يعني عملياً تجميد توقيع أي عقود جديدة مع "BHP"، باستثناء بعض الشحنات التي وصلت بالفعل إلى الصين وتم تسعيرها باليوان. ويأتي ذلك بعد سلسلة اجتماعات بين الجانبين منذ نهاية الأسبوع الماضي، لم تُفضِ إلى أي نتائج ملموسة، وفقاً للمصادر.

وتعد الصين أكبر مستهلك لخام الحديد في العالم، بينما تعد "BHP" واحدة من 3 شركات تعدين عملاقة تزود السوق الصينية بمعظم احتياجاتها من الخام. لكن بكين، التي أصبحت أكثر جرأة في استخدام نفوذها في أسواق المواد الخام، سبق أن فرضت حظراً على بعض السلع الأسترالية، كما فرضت قيوداً على تصدير المعادن النادرة هذا العام.

المحلل توم برايس من شركة "Panmure Liberum" علّق على الخطوة قائلاً: "قبل عقد من الزمن، لم تكن الصين لتجرؤ على اتخاذ مثل هذا القرار، نظراً لاعتمادها الكبير على الواردات. لكن الأمور تغيرت الآن، مع تراجع الطلب المحلي على الصلب، واقتراب دخول منجم Simandou العملاق في غينيا إلى السوق".

ويعد هذا الحظر تصعيداً جديداً بعد أن فرضت الصين في وقت سابق هذا الشهر قيوداً على شحنات مزيج "Jimblebar blend fines" من "BHP"، ويعكس رغبة بكين في إعادة تشكيل قواعد اللعبة في تسعير خام الحديد.

تعليمات صارمة.. وتعديلات في الإنتاج
وأكدت مصادر "بلومبرغ" أن القيود السابقة تم تشديدها أيضاً، حيث أُبلغت مصانع الصلب بعدم استلام شحنات "Jimblebar" في الموانئ الصينية، وعدم شرائها حتى في السوق الفورية المقومة باليوان. وقد دفع ذلك بعض المصانع إلى تعديل معايير الإنتاج لتتناسب مع أنواع خام بديلة.

وفي ظل هذه التطورات، ارتفعت العقود الآجلة لخام الحديد في سنغافورة بنسبة 1.8% لتصل إلى 105.05 دولاراً للطن، بينما تراجعت أسهم BHP في بورصة لندن بنسبة وصلت إلى 4.8%، وهو أكبر انخفاض منذ أبريل الماضي.

ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام