تستعد اليابان لإطلاق أكبر مبادرة لوجستية لها في أفريقيا، في خطوة تعد امتدادًا لرؤيتها الاقتصادية والأمنية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
ومن المقرر أن تعلن طوكيو عن المشروع خلال مؤتمر طوكيو الدولي للتنمية في أفريقيا (تيكاد) في يوكوهاما، الذي يبدأ يوم الأربعاء ويستمر حتى 22 أغسطس/آب، حسبما أفادت صحيفة نيكي الاقتصادية.
شبكة إمداد استراتيجية
تهدف اليابان إلى إنشاء شبكة لوجستية ضخمة تربط الهند والشرق الأوسط بأفريقيا، لضمان تدفق المنتجات الصناعية والموارد المعدنية الحيوية.
وتعتمد طوكيو على المساعدات الإنمائية الرسمية لدعم تطوير المواني والطرق في شرق أفريقيا، بما يسهم في زيادة الشحن البحري وتحفيز الطلب في الأسواق الأفريقية الناشئة.
المواني الأساسية في الخطة تشمل ميناء ناكالا في موزمبيق وميناء مومباسا في كينيا، اللذين يخضعان حاليًا لتحسينات بدعم من الوكالة اليابانية للتعاون الدولي. ومن المخطط أيضًا إنشاء ممرات تربط المناطق الداخلية بالمواني، لتسهيل حركة البضائع والخدمات اللوجستية.
سوق واعدة
تواجه اليابان تحديات داخلية تشمل انخفاض عدد السكان ونقص الموارد الطبيعية، ما يجعل من أفريقيا شريكًا تجاريًا جذابًا.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن عدد سكان القارة سيصل إلى 2.5 مليار نسمة بحلول عام 2050، ما يشكل ربع سكان العالم. كما تمتلك بعض الدول الأفريقية معادن نادرة ضرورية لتصنيع الإلكترونيات، وهو ما يجعل الاستثمار في البنية التحتية أمراً حيوياً لتأمين الموارد.
وبالتوازي، تشكل الشراكة مع الهند، صاحبة ناتج محلي يتجاوز 3.7 تريليون دولار، محورًا استراتيجيًا جديدًا يمتد من آسيا إلى أفريقيا. غير أن هذا التوسع قد يثير منافسة أشد مع الصين، التي ما تزال تسيطر على ما بين 60% و70% من إنتاج المعادن النادرة عالميًا، وتعتبر أفريقيا جزءًا أساسيًا من مبادرة الحزام والطريق.
يُنظر إلى هذه الخطة اليابانية على أنها خطوة ذكية لتعزيز نفوذ طوكيو في القارة الأفريقية، وفتح أسواق جديدة للشركات اليابانية، وتأكيد حضورها في محور عالمي يتضمن الهند والشرق الأوسط.
ومع النمو السكاني والاقتصادي المتوقع لأفريقيا، من المتوقع أن تصبح هذه المبادرة حجر زاوية في استراتيجية اليابان طويلة الأمد لتأمين الموارد الحيوية وتعزيز مكانتها الاقتصادية على المستوى الدولي.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام