من مزج الكيمياء الخام بالميتافيزيقيا، إلى حجر الفلاسفة، ظل حلم الثراء السريع عبر تحويل التراب والمعادن الرخيصة إلى ذهب مادة خصبة للأساطير والروايات، لكن يبدو أنه بات أقرب إلى الواقع.
في مشهد يبدو وكأنه خرج من كتب الأساطير، أعلنت شركة "ماراثون فيوجن" عن إنجاز علمي غير مسبوق: تحويل الزئبق إلى ذهب باستخدام مفاعل اندماج نووي من نوع "توكاماك"، في خطوة وصفها البعض بأنها "ثورة علمية"، بينما اعتبرها آخرون "ضجة بلا دليل".
لطالما راود حلم تحويل المعادن الرخيصة إلى ذهب عقول الخيميائيين في العصور الوسطى، لكن هذا الحلم ظل حبيس الأساطير حتى جاء العلم النووي في القرن العشرين ليكشف إمكانية "التحول الذري" نظرياً، وإن كان مكلفاً وغير عملي.
المثير في إعلان الشركة ليس فقط الجانب العلمي، بل الربح المحتمل. فبحسب تقديراتها، يمكن لكل مفاعل ينتج 1 غيغاواط من الكهرباء أن يولد 5 أطنان من الذهب سنوياً، أي ما يعادل أكثر من 540 مليون دولار بأسعار السوق الحالية.
هذا الرقم الضخم قد يغيّر قواعد اللعبة في قطاع الطاقة، حيث يصبح المفاعل النووي مصدراً للطاقة والثروة في آنٍ واحد، بحسب ما ذكره موقع "sustainability-times".
رغم الحماسة، لم تسلم الشركة من الانتقادات. بعض العلماء وصفوا الادعاء بأنه "مبالغ فيه"، مشيرين إلى أن إنتاج الذهب بهذه الطريقة يتطلب طاقة هائلة، وقد يستهلك من الشبكة أكثر مما يضيف إليها.
كما أن البنية التحتية المطلوبة لتشغيل مفاعل بهذه القدرة، خاصة من حيث استهلاك الكهرباء والتبريد، تثير تساؤلات حول الجدوى الاقتصادية والبيئية.
سواء كانت "ماراثون فيوجن" على أعتاب ثورة علمية حقيقية، أو مجرد حملة علاقات عامة ذكية، فإن المزج بين الاندماج النووي وتحويل المعادن يفتح الباب أمام تساؤلات كبرى، حول إمكانية أن يصبح الذهب منتجاً ثانوياً للطاقة؟ بالإضافة إلى تغير كبير في مشهد الخيمياء
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام