تواجه عشرات الجامعات الأميركية خطر فقدان ما يقارب مليار دولار من إيرادات الرسوم الدراسية، نتيجة تراجع أعداد الطلاب الدوليين الجدد، وسط قيود وتشديدات على تأشيرات الدخول فرضتها إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب.
وتُظهر بيانات "المركز الوطني للإحصاءات التعليمية" أن 162 جامعة أميركية تعتمد بشكل كبير على الطلاب الدوليين، حيث يشكّلون أكثر من 15% من إجمالي عدد الطلاب في هذه المؤسسات، مما يجعلها عرضة بشكل خاص لأي تراجع في الإقبال من الخارج.
ووفقًا لتقديرات "شبكة التعليم الدولية" (NAFSA)، تتوقع نحو ثلاثة أرباع الجامعات الأميركية انخفاضًا في أعداد الطلاب الدوليين هذا العام، معظمها بنسبة لا تقل عن 10%.
وتشير تحليلات "Shorelight Analytics" إلى أن هذا التراجع قد يؤدي إلى خسائر مباشرة تُقدّر بنحو 900 مليون دولار، فيما قد تتجاوز الخسائر الإجمالية 3 مليارات دولار إذا شمل الانخفاض الطلاب الدوليين الحاليين أيضًا.
ويُعزى هذا التراجع إلى مجموعة من السياسات المتشددة التي طُبقت خلال إدارة ترمب، من بينها زيادة التدقيق الأمني على طلبات التأشيرات، وتأخير المعاملات القنصلية، بالإضافة إلى حالات احتجاز طلاب عند الحدود أو داخل الحرم الجامعي.
وتعاني جامعات مثل "University of Central Missouri" من صعوبات فعلية في التحاق طلابها الدوليين، حيث يشكّل هؤلاء حوالي 24% من إجمالي طلابها، معظهم من الهند في برامج الدراسات العليا لتقنية المعلومات.
وقال تيم كرولي، نائب رئيس الجامعة: "الأمر يُهدد نموذجنا المالي بالكامل. نحن نحاول تجاوز السنوات الثلاث المقبلة بهوامش خسارة أقل ما يمكن."
وصرحت جوان هارتمن، مسؤولة التأثير في "NAFSA"، بأن الوضع الحالي يخلق أجواء من الضبابية والإحباط، قائلة: "نحن نتسبب في معاناة ذاتية للطلاب والجامعات على حد سواء."
ويُشار إلى أن الطلاب الدوليين – خلافًا للأميركيين – لا يحصلون على دعم حكومي، ويدفعون عادة الرسوم الدراسية كاملة، مما يجعلهم مصدرًا مهمًا لإيرادات الجامعات، خاصة في ظل انخفاض معدلات القبول المحلية وتراجع التمويل الفيدرالي.
في المقابل، تحاول الجامعات تعويض هذا النقص من خلال تقديم عروض مالية إضافية للطلاب المحليين، لكنها غالبًا ما تدرّ دخلًا أقل من الطلاب الدوليين، بحسب الخبراء.
وتُظهر استطلاعات حديثة أن الطلاب الدوليين باتوا يقبلون عروضًا بديلة من دول مثل كندا، وأستراليا، ودول أوروبية، في ظل استمرار تعقيدات التأشيرات الأميركية، ما يُنذر بانخفاض إضافي في أعداد المسجلين في الفصول المقبلة.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام