بسام رعـد | باحث اقتصادي 
يُعتبر مضيق هرمز ممر بحري حيوي ، يربط بين الخليج العربي وبحر العرب . يشكل نقطة عبور حيوية لنحو 20% من إمدادت النفط العالمية ، بما يعادل نحو 20 مليون برميل يوميا ً . بالإضافة إلى ذلك يعتبر المضيق أيضًا ممًرا رئيسيًا لتجارة الغاز الطبيعي مما يزيد من أهميته الاستراتيجية ، ويمثل شريان حياة لدول الخليج العربي . في ظل التوترات العسكرية المتزايدة في المنطقة جراء الهجمات الامريكية وعدوان الكيان الصهيوني على جمهورية إيران تتزايد أحتمالية إغلاق هذا المضيق . ذكرت وكالة "رويترز" أن البرلمان الإيراني وافق، الأحد 22 حزيران ، على غلق مضيق "هرمز . 
في حال تنفيذ إيران عملية إغلاق مضيق هرمز ستزداد حالة عدم اليقين في الأسواق العالمية . ومن المتوقع أن ترتفع أسعار النفط الى مستويات تتجاوز 100 دولار للبرميل ، مما سيؤدي إلى زيادة تكاليف الطاقة على مستوى العالم . هذا الارتفاع في الأسعار سيؤثر بشكل مباشر على الاقتصاديات المستهلكة للنفط ، مما قد يؤدي الى زيادة التضخم وتباطؤ النمو الاقتصادي العالمي .
أما التأثيرات غير المباشرة فمن المتوقع ارتفاع تكاليف الشحن وزيادة أقساط السفن بشكل كبير، بالإضافة إلى شل الصناعات التحويلية، وحدوث أزمة غذائية نتيجة ارتفاع أسعار الأسمدة والنقل الزراعي.
بالنسبة لدول الخليج (المنتجة) فإنها ستواجه صعوبات في تصدير نفطها، مما قد يؤدي إلى انخفاض العائدات النفطية يذكر أن السعودية والإمارات تمتلك بدائل جزئية لتصدير نفطها لكنها غير كافية لتعويض ال 20 مليون برميل يوميا التي تعبر المضيق. حيث تمتلك السعودية خط شرق – غرب السعودية الذي يمكنه نقل 5 ملايين برميل يوميا من حقول الشرقية إلى ميناء ينبع على البحر الأحمر. أما الإمارات فتمتلك خط حبشان – الفجيرة الذي يمكنه نقل 1,5 مليون برميل يوميا إلى ميناء الفجيرة على خليج عمان، خارج المضيق. أما قطر والبحرين والكويت فإنها لا تمتلك بدائل حالية عن مضيق هرمز.
وبالنسبة للعراق فإن إغلاق مضيق هرمز سيؤدي إلى توقف صادراته بنسبة 99 %، مما سيؤثر بشكل كبير على إيراداته المالية حيث يعاني العراق من تحديات اقتصادية وأي انخفاض في عائدات النفط سيزيد من الضغوط على الاقتصاد. علماً أن العراق يمتلك بديل هو خط كركوك – جيهان التركي إلا أنه متوقف حاليا بسبب خلافات فنية مع إقليم كردستان .
أما بالنسبة للدول المستهلكة للنفط فإن التأثير يتفاوت بين الدول . حيث إن اليابان وكوريا الجنوبية تعتمد بنسبة 75 % من ورادات النفط عبر المضيق ، أما الصين فإنها تعتمد بنسبة على لا تقل عن 40 % من واردات النفط عبر المضيق . أما الولايات المتحدة فإنها تعتمد بشكل محدود على الواردات النفطية من المضيق وبنسبة لا تقل عن 12 % مع العلم أنها تمتلك اكتفاء طاقمي نسبي وقدرة على سحب من الاحتياطي الاستراتيجي.
عمومًا بينما تُثَار المخاوف بشأن إمكانية إغلاق مضيق هرمز خلال الساعات القادمة. فإن الإغلاق الكامل من الناحية الجغرافية مستبعد ، وذلك لأن عرض المضيق يتراوح بين (33 إلى 56 كيلو مترا) في أضيق نقاطه. هذا العرض يجعل من الصعب إغلاقه -بشكل كامل- حيث يتحكم في المضيق كل من جمهورية إيران وسلطنة عمان.
ختامًا غلق مضيق هرمز سيكون له تأثيرات عميقة على أسواق النفط العالمية والاقتصادات المعتمدة على النفط .

ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام