ألحقت الصواريخ الإيرانية أضراراً كبيرة في مصفاة بازان الإسرائيلية في ميناء حيفا النفطية، بعد هجوم شنته طهران ليل السبت. وأوضحت شركة بازان في بيان نُشر على بورصة إسرائيل أن منشآت التكرير الرئيسية لا تزال تعمل في الموقع، بينما أُغلقت بعض منشآت التكرير التابعة للمجمع. وأضافت أنه لم تقع إصابات، وأنها تُقيّم الأضرار.
وفيما بعد أكدت صحيفة تايمز أوف إسرائيل أن الأضرار، وفقًا لشركة بازان، مُشغّلة مصفاة حيفا، كانت مُركزة في خطوط الأنابيب وخطوط النقل. وأضافت الصحيفة أن إيران أطلقت نحو 40 صاروخًا على منطقة حيفا مساء السبت.
فما أهمية هذه مصفاة بازان لإسرائيل؟
تعتير بازان أكبر مصفاة نفط في إسرائيل، وهي تابعة لمجمع مجموعة بازان في حيفا المعروفة سابقًا باسم شركة مصافي النفط المحدودة، وتُشغّل منشأة تكرير النفط والبتروكيميائيات بالقرب من ميناء حيفا.
تبلغ الطاقة التكريرية اليومية القصوى لمنشآت مجموعة بازان حوالي 197 ألف برميل من النفط الخام، أي ما يعادل حوالي 9.8 ملايين طن سنويًا. وبحسب الموقع الإلكتروني للمجموعة، فإن المحمّع يُوزع حوالي 70% من منتجات بازان في السوق الإسرائيلية، والباقي في الأسواق العالمية (مع التركيز على دول شرق البحر الأبيض المتوسط). يُشكل تكرير النفط الخام حوالي 85% من عمليات الشركة، وتحتل مصفاة مجموعة بازان المرتبة التاسعة على مؤشر نيلسون للتعقيد. هذا المؤشر هو الذي يفحص قدرة المصفاة على إنتاج منتجات بترولية ذات قيمة مضافة عالية باستخدام مرافق تكرير معقدة.
وتعد مصفاة النفط التابعة للشركة واحدة من أكبر المصافي في شرق البحر الأبيض المتوسط. وتتمتع مرافق الشركة بموقع استراتيجي نتيجة لقربها من النفط الخام من روسيا وبحر قزوين.
وتوفر بازان مجموعة متنوعة من المنتجات المستخدمة في العمليات الصناعية والزراعة والنقل. وهي أكبر منشأة متكاملة للتكرير والبتروكيميائيات في إسرائيل. كما توفر الشركة خدمات التخزين والنقل لمنتجات الوقود النفطي، وكذلك الكهرباء والبخار للعملاء الصناعيين في المنطقة.
عمليًا، أنتجت إسرائيل نفطًا أقل بكثير في عام 2023 في مصفاتيها في حيفا وأشدود، بإجمالي 468,376 طنًا، وفقًا لوكالة الطاقة الدولية. وتوفر احتياطيات إسرائيل من الغاز الطبيعي 43% من احتياجاتها من الطاقة، يليها النفط المستورد (39%) والفحم (12%)، في حين يأتي الباقي من مصادر متجددة، بحسب الوكالة.
وبازان، إلى جانب الشركات التابعة للمجموعة، هي مجموعة شركات صناعية تعمل في إسرائيل، وتُنتج المنتجات البترولية، والبوليمرات المستخدمة مواد خاما لصناعة البلاستيك، والمواد الخام لمنتجات البترول، والعطريات المستخدمة في الصناعات البتروكيميائية والكيميائية، والزيوت الأساسية والشموع المستخدمة في إنتاج منتجات متنوعة.
وتقدم الشركة خدمات الطاقة للشركات الصناعية الواقعة في منطقة خليج حيفا، كما تُقدم خدمات صناعية، بما في ذلك تخزين منتجات الوقود ونقلها.
وتمت خصخصة الشركة عام 2007، وتخضع حاليًا لسيطرة شركة إسرائيل المحدودة (حوالي 33.5%) وشركة إسرائيل للبتروكيميائيات المحدودة (حوالي 15%). كلتا الشركتين شركتان عامتان، وأسهمهما مدرجة في بورصة تل أبيب للأوراق المالية. يمتلك الجمهور حوالي 51.5% من أسهم بازان.
كارثة تنتظر الانفجار
وقال إلعاد هوخمان، المدير العام لمنظمة “المسار الأخضر” البيئية، أن الضرر الذي لحق ببُنى مجمع بازان التحتية جعله “كارثة تنتظر الانفجار”. وشرح في تصريحات نقلتها صحيفة “يديعوت أحرونوت” إن “مجمع بازان هو كارثة تنتظر أن تنفجر. منشآت أكبر شركة نفط في إسرائيل، تقع في قلب منطقة حضرية يعيش فيها مئات الآلاف من الأشخاص، قرب المنازل والمستشفيات والمؤسسات التعليمية”.
ووصف هوخمان مجمع بازان بأنه “هدف استراتيجي بكل معنى الكلمة، لا يقل عن القاعدة العسكرية أو المطار”، داعيا إلى “إخلائه فورا”. وانتقد موقف الحكومة الإسرائيلية في تعاملها مع ذلك المجمع النفطي، مضيفا: “الاعتبارات الاقتصادية الانتهازية لا يمكن أن تتفوق على أمن الجمهور. بدلا من التحرك، فضّلت الحكومات إنكار الخطر”.
واعتبر أن “الضرر الذي وقع نهاية الأسبوع ليس مجرد إشارة تحذير أخرى، بل هو ضوء طوارئ ساطع”. وختم قائلا: “الكارثة القادمة ليست احتمالا نظريا، بل مسألة وقت فقط”.
وبدأت إسرائيل فجر الجمعة، بدعم ضمني من الولايات المتحدة، هجوما واسعا على إيران بعشرات المقاتلات، سمته “الأسد الصاعد”، وقصفت خلاله منشآت نووية وقواعد صواريخ بمناطق مختلفة واغتالت قادة عسكريين بارزين وعلماء نوويين.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام