يتصاعد التنافس بين الصين والولايات المتحدة على موارد الطاقة الهائلة في العراق، حيث تعزز بكين من نفوذها في قطاعي النفط والبنية التحتية، بينما تحاول واشنطن مواجهة هذا النفوذ عبر استثمارات ضخمة في جنوب العراق وإقليم كردستان.
وكشف الخبير الاقتصادي نبيل المرسومي، في منشور له على فيسبوك، أن الصين تتفوق حاليا من حيث السيطرة الفعلية على الأراضي والموارد، حيث تدير شركاتها نحو ثلث احتياطيات العراق المؤكدة من النفط والغاز، إضافة إلى ثلثي الإنتاج النفطي الحالي، بحصة مباشرة تبلغ نحو 24 مليار برميل، وإنتاج يومي يصل إلى 3 ملايين برميل.
وأوضح المرسومي أن النفوذ الصيني تعزز مؤخرًا بعد توقيع شركة "جيو-جيد بتروليوم" عقودا رئيسية لمشروع طاقة متكامل في البصرة. ويتضمن المشروع تطوير حقل طوبا لزيادة إنتاجه من 20 إلى 100 ألف برميل يوميا، وإنشاء مصفاة بطاقة 200 ألف برميل يوميا، ومصنع بتروكيماويات بطاقة 620 ألف طن سنويا، ومصنع أسمدة بطاقة 520 ألف طن، ومحطة طاقة حرارية بقدرة 650 ميغاواط، وأخرى شمسية بقدرة 400 ميغاواط.
في المقابل، تدفع الولايات المتحدة باتجاه تقليص الوجود الصيني والروسي، خصوصًا في كردستان، حيث دعمت واشنطن صفقة نفطية بارزة بقيمة 27 مليار دولار مع شركة BP، تشمل تطوير حقل أرطاوي، واستغلال الغاز المصاحب من خمسة حقول جنوبية، وتنفيذ مشروع الإمداد بالمياه البحرية، وبناء محطة طاقة شمسية.
كما وقّع إقليم كردستان في أيار الماضي عقدين ضخمين بقيمة 110 مليار دولار مع شركتين أمريكيتين. الأول مع "ميران إنرجي"، التي تضم شركة "هكن" ومجموعة "أونيكس"، والثاني مع شركة "ويسترن زاكروس"، لتطوير حقول كورده مير وتوبخانة وميران، التي تحتوي على احتياطيات ضخمة تصل إلى أكثر من 13 تريليون قدم مكعب من الغاز وملايين البراميل من النفط.
وتتوقع التقارير أن يبدأ استخراج ما بين 50 إلى 70 مليون قدم مكعب من الغاز خلال أقل من عامين، لتزويد شبكات الكهرباء في كردستان والعراق. كما تجري وزارة الطاقة الأمريكية مشاورات في أربيل لتطوير حقل شيواشوك الغازي في السليمانية، الذي يقدّر احتياطيه بـ8 تريليون قدم مكعب، تمهيدًا لربطه مع حقل كورمور لتصدير الغاز إلى أوروبا.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام