اضافة منظومات الغاز السائل للسيارات في العراق:المكاسب الأقتصادية للدولة والمواطن ---------------------------------- محمد رياض إسحاق نتيجةً للتوجه العالمي نحو استخدام الغاز كمصدر طاقة بديلة عن النفط ومشتقاته في العديد من مرافق الحياة ليس فقط في البيوت والمحال التجارية والمصانع والمعامل وانما في السيارات ايضاً لذا درست وزارة النفط العراقية الشركة العامة لتعبئة وخدمات الغاز امكانية استثمار الغاز البترولي المسال LPG كوقود للسيارات بديلاً عن البنزين حيث يدخل هذا النوع من الغاز ايضاً في الأستخدام المنزلي كغاز للطبخ، شرعت الوزارة مع الشركة اعلاه بوضع استراتيجية وخطط كاملة للمضي قدماً بهذا المشروع وبالتنسيق مع الأمانة العامة لمجلس الوزراء بقرارها المرقم ٣٦٠ لسنة ٢٠١٧ الذي يلزم سيارات الأجرة بأضافة منظومة الغاز حيث اضطلعت الشركة العامة لتعبئة وخدمات الغاز احدى تشكيلات وزارة النفط بهذا المشروع حصراً، لم يحظى هذا المشروع في بداية انطلاقته عام ٢٠١٧ بمقبولية واستجابة من قبل المواطنين وسائقي سيارات الأجرة يعزى ذلك الى عدة اسباب منها عدم وجود توعية اعلامية وثقافية للمشروع اعلاه مما خلق مخاوف لدى بعض المواطنين، اضافة الى قلة عدد ورش اضافة منظومات الغاز، وقلة عدد المنافذ لتعبئة السيارات بالغاز، لكن مع تسنم علي عبد الكريم الموسوي ادارة الشركة العامة لتعبئة وخدمات الغاز قام بخطوات عملية وبوتيرة متسارعة للنهوض بهذا المشروع ومحاولة انجاحه في العراق وبالفعل نجحت التجربة بعد جهود متواصلة بذلت من قبل كوادر الشركة وادارتها العليا حيث تم فتح ورش كبيرة لأضافة منظومات الغاز في جميع محافظات العراق ليس في بغداد فقط مثلما كانت سابقاً تعمل هذه الورش حسب المعايير العالمية وبكادر كفوء ومدرب، اضافة الى فتح ٥٠ منفذ غاز منتشر في جميع محافظات العراق والجهود مستمرة لزياده عدد المنافذ وفتح اكبر عدد ممكن لتعبئة السيارات بالغاز السائل وتوفير خزانات وقطع غيار للمنظومة من مناشئ اوربية رصينة ذات مواصفات عالية خاضعة للسيطرة النوعية، لغاية الأن تم اضافة منظومات الغاز السائل الى ١٢٠٠٠ سيارة في عموم العراق والعدد في تزايد بعد نجاح المشروع. ان المردود الأقتصادي بالنسبة للمواطن في اضافة منظومة الغاز يتمثل بسعره المنخفض حيث يتم بيع سعر اللتر الواحد ب ٢٠٠ دينار فقط بينما يتم بيع سعر لتر البنزين الغير محسن ب ٤٥٠ دينار والمحسن ب ٨٥٠ دينار اضافة الى وفرته حيث ان الغاز غير قابل للأحتكار مثل البنزين ومتوفر بشكل كبير، اما من الناحية الميكانيكية فأن استخدام الغاز كوقود للسيارات يحافظ على الأجزاء الداخلية للمحرك ويطيل عمره وبذلك تقل تكلفة الصيانة حيث يحافظ على عمر زيت المحرك ايضاً، اما بيئياً يعتبر الغاز من مصادر الطاقة النظيفة اي ليس له تأثير سلبي على البيئة لعدم احتوائه على مركبات الرصاص والشوائب الكبريتية الأخرى ويحافظ على نقاوة الهواء عكس البنزين حيث يعتبر ملوث للبيئة بفعل الغازات الضارة التي يطلقها في الجو مثل ثاني اوكسيد الكاربون من جراء عملية الأحتراق الداخلي الغير كاملة للوقود في المحرك مما ينتج عنه الغبار الكاربوني الذي يؤثر على طبقة الأوزون سلباً ويلوث الهواء، اما من ناحية الكفائة والفاعلية يمتاز الغاز بنقاوه عالية حيث ان رقم الاوكتين للغاز ١١٠ بينما للبنزين العادي من ٨٠٨٣ والبنزين المحسن من ٩٤٩٥ مما يقلل استخدام الغاز من عملية الفرقعة داخل المحرك الدوانز بفعل نقاوته العالية يحافظ على عمر المحرك وكفائته، ان جودة الوقود تقاس برقم الأوكتين كلما كان رقم الاوكتين عالي يحافظ على اداء وعمر المحرك اكثر، اما بالنسبة للمكاسب الأقتصادية للدولة فأن نجاح تجربة اضافة منظومات الغاز السائل للسيارات تعظم ايرادات البلاد المالية كجزء من عملية استثمار الغاز في البلاد وتقلل من عملية استيراد البنزين من الخارج والأعتماد عليه وبذلك توفر الاموال لخزينة الدولة.ان منظومة الغاز السائل أمنة ١٠٠٪؜ وعلى المواطن الكريم ان يكون على وعي عالي وحذر من بعض الجهات التي تحاول افشال هذا المشروع عبر اطلاق الاشاعات وخلط الأوراق بدون اي دليل علمي او عملي حيث اثبتت اضافة هذه المنظومات جدارتها وكفائتها في السيارات منذ سنوات من اضافتها بدون اي مشاكل تذكر وعكس ذلك من اشاعات تطلق فهي محض ادعاء. كاتب وباحث في شؤون النفط والغاز ---------------------------------- مقالات المحرر : مشاهدات : 1022 أضيف : 2020/10/17 - 10:27 AM تحديث : 2024/03/26 - 12:07 AM https://www.economy-news.net/content.php?id=22286 ---------------------------------- وكالة الإقتصاد نيوز Economy-News.Net