وكالة الإقتصاد نيوز

البنك المركزي العراقي المؤسسة الاقتصادية الاولى في العراق لعام ٢٠١٨


بالرغم من انني احترم الرأي الآخر الذي يصدر عن سياسيين او مختصين بالاقتصاد والمال بعضهم يعيشون معنا الهموم والتحديات التي يعيشها العراق وشعبه وبعضهم يعيشون خارج العراق ولكني قد اختلف مع الرأي الذي يحاول تقزيم وتصغير وشخصنة الانجازات التي حققها العراق في مواجهة الازمة الاقتصادية والمالية خلال السنوات الاربعة الماضية وهي اصعب مرحلة مر بها العراق خلال السنوات السابقة.

وبمناسبة نهاية عام ٢٠١٨ واستقبالنا لعام جديد قررت ان اراجع واحلل واقيم بحيادية وشفافية الوضع الاقتصادي في العراق من خلال مسيرته للسنوات الاربعة الماضية وبشكل خاص ماتم تحقيقه من قبل الوزارات والمؤسسات الاقتصادية في العراق من وجهة نظر مختص وخبير وباحث في الشأن الاقتصادي والمصرفي توصلت الى حقائق ودلائل واشارات وانجازات تؤكد ان البنك المركزي العراقي اثبت انه المؤسسة الاقتصادية الاولى في العراق لعام ٢٠١٨ من خلال انجازاته المهمة في دعم الاقتصاد الوطني وتحقيق الصمود الاقتصادي والسعي لانجاز الاستقرار الاقتصادي وفقا لاستراتيجيته في عام ٢٠٢٠ ولتوضيح ما استندت عليه من وقائع لكي اقول ان البنك المركزي كان اولا في عام ٢٠١٨ هو الاتي:-

بعد منتصف عام ٢٠١٤ عانى العراق من صدمتين امنية واقتصادية بسبب الحرب على الارهاب بالنيابة عن دول العالم وانخفاض اسعار النفط المورد الرئيس للعراق بنسبه تجاوزت ٧٠%.

لذلك كان على رجالات العراق ان يتصدوا لمواجهة هاتين الصدمتين وبما ان هكذا مواجهات لها اعرافها وقوانينها ففي العرف العسكري لايمكن ان تحقق القوات العسكرية المسلحة النصر الناجز على العدو بدون ان يكون هناك جهدا مدنيا واقتصاديا ساندا لها واهم جهد وابرز جهد يجب توفيره من قبل الحكومة واجهزتها كافة والقطاع الخاص هو الجهد الاقتصادي الذي يساهم في تحقيق النصر العسكري الحاسم. وهذا ماحققه بالفعل والعمل والواقع فريق البنك المركزي العراقي الوطني المتميز.

وهنا تطلب من المنظمات الاقتصادية العربية والدولية والمراقبين لحركة اقتصاديات الدول وتجاربها في تجاوز الازمات وتحقيق الاصلاح الاقتصادي ان تقيم مرحلة الاربعة سنوات السابقة والتي واجه فيها بلدنا ازمة اقتصادية ومالية خانقة للاسباب المعروفة والتي تحقق فيها النصر الناجز على الارهاب ورافقه نصر اخر هو الصمود والانتصار الاقتصادي والذي كان فيه لفريق البنك المركزي العراقي ومحافظه دورا اساسيا ورائدا في تحقيقه. وللنصر الاقتصادي المتحقق نتائجه ابرزها واهمها دعم خزينة الدولة وتحقيق الاستقرار في سعر الصرف وتعافي الدينار العراقي والحد من التضخم والمحافظة على نسبته باقل من (٢%) والحفاظ على احتياطي نقدي يكفي بنسبة ١٦٠% كمتراكم تجميعي وفق احدث معيار لصندوق النقد الدولي مع احتياطي من الذهب ضمن معدل قياسي ممتاز.

يضاف الى ذلك اعتماده معايير وضوابط تنسجم مع متطلبات المعايير الدولية في الامتثال ومكافحة غسل الاموال وتمويل الارهاب والاهداف الاساسية والفرعية لاستراتيجيتة المرسومة حتى عام ٢٠٢٠ وتفعيل وترسيخ رؤى جديده لتطبيقات السياسة النقدية والشيء المهم الذي تحقق هو استقرار سعر الصرف خلال ٢٠١٨ وتقليص الفجوة بين السعر الرسمي للدولار الامريكي والسعر الموازي وهو هدف اساسي من اهداف السياسة النقدية وتطبيق سياسات اعادة الثقة بالتعاملات المصرفية للمصارف العراقية مع المصارف العربية والاجنبية والسعي لبناء قطاع مصرفي رصين واستمرار بذل الجهود الاستثنائية بتحسين السمعة المصرفية لدى المؤسسات والمنظمات المالية الدولية والبنوك المراسلة.

وبناء علاقات متينة مع البنوك المركزية العربية والاجنبية والمنظمات المالية الدولية كذلك تم رسم السياسات الإجرائية والتنظبمية والهيكلية والتطويرية الداخلية والتي تهدف الى تحقيق الاستقرار المالي وتطوير العمل المصرفي تقنيا وهيكليا وتنظيميا ورفع نسبة الشمول المالي الى النسبه المستهدفة حيث قام باعداد ووضع الاسس المالية والتقنية الملائمة لواقع الاقتصاد العراقي واليات العمل المصرفي مما شكل ذلك قاعدة متينة على نطاق الداخل والخارج.

انني في الوقت الذي ابارك واهنئ ابناء شعبي العراقي الابي وقواته العسكرية والامنية الباسلة كافة من تحقيق النصر على الارهاب واجتثاثه من ارض العراق وابارك للبنك المركزي العراقي لمساهمته في تحقيق الصمود الاقتصادي والانتصار الحاسم على الارهاب بجهود فريقه العراقي الوطني المتميز. مع التمنيات المخلصة بعام سعيد جديد والسير بخطوات ثابتة للاصلاح الاقتصادي الجذري والشامل وان تتمكن الحكومة الجديدة في تنفيذ منهاجها الحكومي في محور تقوية الاقتصاد الوطني وتطوير القطاع المصرفي الحكومي والخاص.

* مستشار إقتصادي ومصرفي


مشاهدات 3611
أضيف 2018/12/26 - 9:34 AM
تحديث 2024/03/28 - 11:17 PM

طباعة
www.Economy-News.Net