"COP28" للتمديد ترقباً لـ"الدخان الأبيض"

الاقتصاد نيوز-متابعة

كعادته، لم ينجح مؤتمر المناخ في بلوغ توافق قبل انتهاء موعده الرسمي في دورته 28 التي تستضيفها دبي، خاصة أنه يشهد هذه المرة أكثر ملفاته حساسية على الإطلاق، والمتعلقة بمستقبل الوقود حول العالم.

ومنذ صباح الثلثاء، ظهر التباين جلياً بين الوفود حول صياغة النصوص في المسودة الختامية الخاصة بالوقود الأحفوري. وتمركزت الآراء حول 3 مواقف رئيسية، أولها يطالب بالتخلي عن الوقود الأحفوري، والثاني يدعو للتخلص من الانبعاثات، والثالث يبحث عن التوازن وانتقال عادل بحسب قدرة كل دولة.

ومع مرور الساعات، كان الجميع يترقب صدور "الدخان الأبيض" إيذانا بالتوصل إلى اتفاق بين المفاوضين والمسؤولين ال1ين يجتمعون على مدار الساعة، فيما يشبه المجمع الذي يعقد الفاتيكان خلال عملية اختيار البابا. وقال متحدث باسم المؤتمر مساء الثلثاء إن رئيس المؤتمر سلطان الجابر عازم على تقديم نص اتفاق يحظى بدعم جميع الأطراف خلال القمة المنعقدة، في دبي وسيواصل المشاورات حتى الساعات الأولى من صباح الأربعاء.

وعلق المبعوث الأميركي للمناخ جون كيري على الأمر في وقت متأخر يوم الثلثاء، قائلا: "ربما الليلة، وربما في وقت مبكر من صباح الأربعاء"، وأضاف "لكننا نحرز تقدمًا".

والنصّ الأحدث رسميا -حتى وقت كتابة هذا التقرير- كان المنشور مساء الاثنين، وهو مؤلف من 21 صفحة، ولم يعد يحدد أي هدف مشترك "للتخلي التدريجي" عن النفط والغاز والفحم، كما كانت تتضمّنه النسخ السابقة.

وبينما تقود الولايات المتحدة وأوروبا الجبهة الداعية لنص قاطع فيما يخص الوقود الأحفوري، فإن دول أوبك وحلفاءها تقود الاتجاه الداعي إلى التركيز على الانبعاثات.

وخلال مؤتمر الطاقة العربي، الذي عقد في العاصمة القطرية الدوحة على مدار يومين، شنّ وزير النفط الكويتي سعد ناصر حمد البراك هجومًا على الدول التي تدعو إلى التخلي عن الوقود الأحفوري. وقال: "أفاجأ من الهجمة الشرسة لما يسمى فايزنغ أوت (الاستغناء التدريجي عن) النفط وتقليل الاعتماد على النفط كمصدر للطاقة بهذه الشراسة التي ربما تقابلها الشراهة من الغرب عموما في الاستحواذ على الاقتصاد والمكانة المتقدمة... وأتعجب من هذا الاصرار غير العادي لحرمان الشعوب ودول كثيرة أكثرها في العالم النامي من مصدر أساسي للطاقة".

وأضاف البراك: "هذا التفكير العنصري والاستعماري المرفه عندما يمتد ليشمل اقتطاع أجزاء مهمة من اقتصاداتنا في المنطقة التي يعتمد عليها مستقبلنا شيء مرفوض تماما". واعتبر أن ذلك يشكل "محاولة هيمنة حتى على أفكارنا وقيمنا في هذا العالم هي أكثر من مرفوضة ومستهجنة ولا يمكن ان نستسلم لها باي صورة من الصور".

من جانبه، قال وزير النفط العراقي حيان عبدالغني إنه من غير الممكن الاستغناء عن استخدام النفط، مؤكدا أن "الوقود الاحفوري سيبقى هو المصدر الرئيس للطاقة في كل العالم".

وبين الطرفين المتضادين، ظهر توجه ثالث بدأ يحظى بقبول، وهو "الانتقال العادل للطاقة" وفقا لإمكانيات كل دولة، وهو ما تدعمه صياغات نص المسودة المقدمة من رئاسة "كوب28". 

وقالت كايسي فلين المديرة العالمية للتغير المناخي لدى برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الثلثاء إنه لا بد أن يتضمن النص "تعهدات على المستوى الذي يساعد البلدان النامية على التحول نحو الطاقة النظيفة والقدرة على التكيف مع تأثيرات المناخ. في الوقت الحالي لا نرى هذا".

وأضافت في تصريح لوكالة فرانس برس أن "أزمة المناخ على الأبواب والدول النامية تحتاج إلى الدعم لتكون قادرة على الصمود... ويجب أن يشكل هذا النص بداية حقبة طموحة تضع فيها الدول تعهداتها على الطاولة".

وقالت وزيرة انتقال الطاقة الفرنسية أنييس بانييه روناشيه "بالطبع يمكننا قبول أن هناك صيغًا تذكّرنا بأننا لا ننطلق جميعاً من النقطة نفسها، وبأنه قد ينبغي على الدول المتقدمة، الدول التي تمتلك الوسائل، أن تكون أول من يبذل جهودًا ".

لكن في حدث قد يشير إلى أن المفاوضات قد تستغرق بعضا من الوقت، قال متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك إن غراهام ستيوارت، وزير الدولة لأمن الطاقة وصافي الانبعاثات الصفري الذي يقود فريق بلاده في "كوب28"، غادر دبي إلى لندن للمشاركة في تصويت محلي يوم الثلثاء، على أن يعود لاحقا. 

لكن الطريف أن غراهام واجه انتقادات حادة من ناشطي المناخ البريطانيين. وقالت تشيارا ليغوري، مسؤولة ملف المناخ في "أوكسفام": "إنها كارثة أن يغادر في هذه اللحظة الحاسمة"، وخصوصاً مع التساؤلات حول "المسؤولية السياسية" عن "الانبعاثات المقدرة" من الرحلة من دبي إلى لندن والعودة التي تبلغ نحو 10 آلاف كيلومترا من الطيران.

ويصف عدد من المنتقدين هذه المواقف الغربية بأنها "منافقة"، حيث تنادي بوقف الانبعاثات؛ في الوقت الي لا تقوم فيه بخطوات عملية بالفعل في هذا المسار.

وكان من اللافت أنه بينما تهاجم الولايات المتحدة بشراسة موقف دول أوبك، فقد أعلنت إدارة معلومات الطاقة الأميركية مساء الثلثاء أنه من المتوقع أن يرتفع إنتاج النفط الخام الأميركي بمقدار 1.02 مليون برميل يوميًا إلى 12.93 مليون برميل يوميًا في عام 2023، وذلك مقابل الارتفاع المتوقع سابقًا بمقدار 990 ألف برميل يوميًا.

وتقول الإدارة الأميركية دائما إنها لا تتحكم في إنتاج النفط داخل الولايات المتحدة، كونه يتبع شركات خاصة.

 

المصدر: دبي "النهار العربي"


مشاهدات 654
أضيف 2023/12/13 - 10:01 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 4392 الشهر 65535 الكلي 8138103
الوقت الآن
الأحد 2024/5/5 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير